هل الله موجود؟ هل هناك دلائل علي وجود الله؟
السؤال: هل الله موجود؟ هل هناك دلائل علي وجود الله؟
الجواب: هل الله موجود؟ من المشوق ان هذه القضية تجتذب كثيرا من الجدل. الاحصائيات تدل علي أن 90 بالمائة من الناس في العالم يؤمنون بوجود الله. ومن المثير للاهتمام أن مسئولية اثبات ان الله موجود تقع علي عاتق هولاء الذين يؤمنون بوجود الله وليس العكس.
ولكن، اثبات وجود الله لا يمكن اثباته او عدم اثباته. يقول الكتاب المقدس انه علينا أن نقبل حقيقة وجود الله بالايمان. "فمن المستحيل ارضاء الله بدون ايمان، اذ ان من يتقرب الي الله لا بد له أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافيء الذين يسعون اليه" (عبرانيين 6:11). اذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور و الاثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان. "فقال له يسوع الأنك رأيتني أمنت؟ طوبي للذين يؤمنون دون أن يروا" (يوحنا 29:20).
هذا لا يعني أن لا توجد دلائل تثبت أن الله موجود، فالكتاب المقدس يعلن "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، بذلك تتحادث الأيام أبلغ حديث، وتتخاطب به الليالي. لا يصدر عنها كلام، لكن صوتها يسمع واضحا، انطلق صوتهم الي الأرض كلها، وكلامهم الي أقاصي العالم" (مزمور 19: 1-4). بالنظر الي النجوم، او فهم اتساع حدود الكون، او دراسة عجائب الطبيعة، أو مجرد رؤية غروب الشمس – نجد أن لدينا دلائل تشير الي الله الخالق. وان كانت كل هذة الدلائل غير كافية، هناك ايضا دلائل في قلوبنا. يقول الكتاب المقدس في جامعة 11:3 "اذ صنع كل شيء حسنا في حينه وغرس الأبدية في قلوب البشر..." هناك شيئا عميقا في كياننا يدرك انه هناك شيء آخر بعد هذه الحياة وخلف خليقة هذا العالم كله. يمكننا ان ننكر هذة المعرفة بعقولنا ولكن وجود الله فينا مازال يوجد. وبرغم ذلك كله يحذرنا الكتاب المقدس ان بعض الناس سينكرون وجود الله، "قال الجاهل في قلبه، لا يوجد اله" (مزمور 1:14). وحيث ان 98 بالمائة من الناس علي مر العصور، من جميع الحضارات والبلاد و القارات المختلفة مازالوا يؤمنون بوجود الله بشكل أو بأخر – لا بد من وجود شيء ما أو شخصا ما مسئول عن هذا الاعتقاد الراسخ.
وبالأضافة الي النظريات الكتابية التي تثبت وجود الله، هناك ايضا نظريات علمية. النظرية الأولي هي النظرية المنطقية. واكثر انواع هذه النظرية شيوعا هي التي تستخدم مبدأ تعريف الله لاثبات وجوده. وتعرف هذه النظرية الله بأنه "ذاك المدرك الذي يفوق في العظمة اي شيء آخر". وحيث أن الموجود أعظم من غير الموجود. اذا فأن أعظم كائن مدرك لابد أن يكون موجود. ان كان الله غير موجود فأنه لن يعتبر أنه أعظم كائن مدرك – وهذا يناقض تعريف الله السابق. النظرية الثانية هي النظرية التطبيقية وهي نظرية مبنية علي المبدأ: ان حيث انه من الواضح ان الكون مبني علي نظام معقد وعجيب، لابد ان يكون هناك مهندس الهي. فمثلا، ان كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب أو أبعد من الشمس، فلن تكون المكان المناسب للحياة الموجودة عليها. وان كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود علي الأرض.
النظرية الثالثة لوجود الله هي النظرية الكونية و هي: لكل مسبب، سبب خلفه. الكون وكل مافيه هو مسبب و عليه لابد أن يكون هناك سبب لوجود كل الأشياء. أيضا لا بد أن يكون هناك شيء "غير مسبب" موجود وهذا الشيء هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء "الغير مسبب" هو الله. النظرية الرابعة هي النظرية الأخلاقية: وفيها أن كل من بلاد العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين. كل منا لديه معرفة بالحق والباطل. القتل، السرقة، الكذب، الغش كلها صفات غير أخلاقية متفق عليها في جميع البلاد. من أين أتت هذه المعرفة بالحق والباطل ان لم تكن من الله القدوس؟
وبرغم كل هذا، يقول لنا الكتاب المقدس أن الناس سيرفضون معرفة الله الواضحة والصريحة وسيقبلون الضلال. رومية 25:1 يعلن، "اذ قد استبدلوا بحق الله ما هو باطل، فاتقوا المخلوق وعبدوه بدل الخالق، المبارك الي الأبد، أمين!". وكذلك يعلن الكتاب المقدس أنه لا يوجد عذر للانسان الذي لا يؤمن بالله، "فان ما لا يري من أمور الله، أي قدرته الأزلية وألوهته، ظاهر للعيان منذ خلق العالم، اذ تدركه العقول من خلال المخلوقات. حتي ان الناس باتوا بلا عذر" (روميه 20:1).
بعض الناس يدعوا انهم لا يؤمنون بالله لأنه شيء "غير علمي" أو "لأنه لا يوجد اثبات". ولكن الحقيقة أن الناس يدركون أنهم حالما يعترفون بوجود الله يصبحون مسئولون أمامه وفي احتياج الي غفرانه (رومية 23:3 و 23:6). ان كان الله موجود اذا نحن مسئولون عن افعالنا أمامه. ان كان الله غير موجود فأنه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده من غير أن نهتم بالحساب مع الله. أنا اعتقد أن هذا هو السبب الأساسي للايمان بنظرية التطور – اذ ان من خلال الايمان بهذه النظرية لا يحتاج الانسان أن يؤمن بالله الخالق. الله موجود والجميع يعلمون هذه الحقيقة. وبمحاولة اثبات عدم وجوده بمنتهي العنف فهذا الفعل في حد ذاته يثبت وجوده.
اسمح لي بالقاء فكرة أو نظرية أخيرة تثبت وجود الله، كيف أعرف ان الله موجود؟ أنا أعلم أنه موجود لأني أتحدث معه كل يوم. ربما لا أسمع صوته بأذني ولكن أشعر بحضوره، أدرك قيادته لحياتي، أعلم بحبه، و أطلب نعمته. هناك أحداث معينة حدثت في حياتي لا يوجد لها أي تفسير أخر غير وجود الله. بطريقة معجزية أنقذ الله حياتي و خلصني وغير مجري حياتي وأنا لا أملك الا أن أعترف بوجوده وأحمده. كل هذه النظريات لا يمكنها أن تقنع أي شخص قد قرر أن ينكر ما هو واضح للعيان. في النهاية، لابد أن يقبل وجود الله بالايمان (عبرانيين 6:11). الايمان هو ليس قفزة عمياء في الظلام، بل هو اتخاذ خطوة آمنة الي حجرة يقف فيها 90 بالمائة من أفراد العالم.
هل الله حقيقى؟ كيف أتأكد من أن الله حقيقى؟
السؤال: هل الله حقيقى؟ كيف أتأكد من أن الله حقيقى؟
الجواب: نحن نعلم أن الله حقيقى لأنه أعلن نفسه لنا من خلال ثلاثه طرق: الخليقه – كلمته المقدسة - أبنه يسوع المسيح .
الدليل الأساسى على وجود الله هو ببساطه ما قد فعله الله لنا. " لأن أموره غير المنظوره ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر" (روميه 1:19).
أذا وجدت ساعة فى حقل انك لن تفترض أنها قد وجدت فى الحقل من تلقاء نفسها. وبالنظر الى تصميم هذه الساعه فأنا سأفترض أن لها مصمم معين. فى العالم نرى أن هناك تصميما أعظم. أن قياسنا للوقت غير مبنى على ساعة يدوية بل على عمل يدى الله. أن الدوران الطبيعى للأرض (والمكونات الاشعاعية للذرة) تدل على أن فى الكون أبداعا وهذا يدل على أن هناك مبدع عظيم وراء كل هذا الابداع .
أذا وجدت رساله مشفرة، فأنني سأبحث على متخصص ليساعدنى على فك هذه الشفرة ، شخص قام بتصميم هذه الشفره. أن الحمض النووى الوراثى شىء معقد جدا ونحن نحمله فى كل خليه من خلايا جسمنا. أن هذا التعقيد والغرض من وجود الحمض النووى الوراثى يدل على عبقريه مبدع هذه الشفرة .
أن أبداع الله لم يشمل فقط خلق عالم مادى متناغم. بل قد أمتد الى زرع الاحساس بالابدية فى قلب كل أنسان (جامعه 11:3) أن البشريه لديها أحساس طبيعى داخلى بأن للحياه هدف أسمى وكيان أعلى من الروتين الأرضى. أن أدراكنا أن هناك أبدية يظهر نفسه من خلال سن القوانين المختلفة فى الحياة وطقوس العبادة.
أن كل أمة عرفها التاريخ كان لها قوانينها الأخلاقيه الخاصه بها. ومن المدهش أن هذه القوانين متشابهه فى عده حضارات. على سبيل المثال أن فضيله المحبه متعارف عليها وهى فضيله محبذه. ولكن يعد الكذب خصلة غير مرغوب فيها فى جميع الحضارات. أن هذا التقارب الأخلاقى والاتفاق العالمى على الصواب والخطأ يشير الى كيان أخلاقى أعلى هو الذى منحنا هذه الفضائل .
بنفس الطريقه أن الناس حول العالم بغض النظر عن الحضارات قد قاموا بأتباع أنظمة معينة للعبادة. أن موضوعية العبادة قد تختلف ولكن الشعور بالقوة العليا هو جزء لا يتجزأ من آدميتنا. أن رغبتنا فى العباده ترجع الى أن الله خلقنا على صورته "كشبهه" (تكوين 27:1).
لقد أظهر لنا الله ذاته من خلال كلمته - الكتاب المقدس. فى جميع الأسفار نجد أن وجود الله مطروح كحقيقة (تكوين1:1 - خروج 14:3). عندما كتب بنجامين فرانكلين قصة حياتة فأنه لم يضيع وقتا فى أثبات من هو فى كتابه .
أن قدره الكتاب المقدس المعجزية على تغييرنا وصلابة وعود الكتاب المقدس والمعجزات التى وردت به تدعونا الي أن ندقق النظر فى هذا الكتاب .
الطريقه الثالثه التى أظهر الله ذاته فيها هى من خلال أبنه يسوع المسيح (يوحنا 6:14-11) "فى البدء كان الكلمه والكلمه كان عند الله وكان الكلمه الله والكلمه صار جسدا وحل بيننا" (يوحنا 1:1-14) " فأنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا" (كولوسى 9:2).
فى حياه يسوع المعجزيه نجد أنه قد اتبع قوانين العهد القديم والنبؤات المتعلقه بالمسيا (متى 17:5) لقد تحنن على العديد من الناس وقام بالمعجزات العلنيه حتى يؤكد رسالته ويعلن الوهيته (يوحنا 24:21-25). وبعد مرور ثلاثه أيام على صلبه، قام من الاموات وقد شهد على ذلك شهود عيان كثيرون (كورونثوس الاولى 6:15) أن السجل التاريخى مليء بالاثباتات عمن هو يسوع كما قال الرسول بولس "هذا لم يفعل فى زاويه" (أعمال الرسل 26:26).
نحن نعلم بأنه دائما سيكون هناك متشككون والأناس الذين لديهم آرائهم الخاصه فيما يتعلق بالله وسيفسرون الدلائل بطريقتهم الخاصه. والبعض منهم لن تقنعهم أيه دلائل مهما كانت (مزمور 1:14) الأمر يرجع فى النهاية الي الايمان (العبرانيين 6:11).
صفات الله؟ من هو الله؟
السؤال: صفات الله؟ من هو الله؟
الجواب: الأخبار السارة أنه عند محاولة اجابة هذا السؤال نجد أن المعلومات عن الله موجودة بوفرة. ولابد للقاريء ان يقراء هذا الجزء بأكمله ثم يرجع ويفحص الآيات والأسفار المذكورة. من المهم جدا قراءة ما هو مكتوب في الكتاب المقدس والا يصبح هذا مجرد رأي شخصي عن الله، وفهم خاطيء لطبيعة الله (أيوب 7:42). وانه لشيء بغير الصغير أن نحاول أن معرفة وفهم من هو الله. ان فشلنا في الوصول الي التعريف الحقيقي لله فأننا بذلك نعد الطريق لعبادة آلهة أخري وهذا شيء لايرضي الله .
يمكننا فقط أن نعرف عن الله ما قد أختار أن يعلن للبشرية عن نفسه. واحدة من صفات الله أو خصائصه هو "نور" فهو الذي يلقي الضوء علي ما يشاء (اشعياء 19:60 و يعقوب 17:1). الحقيقة أن الله أعلن معرفة معلومات معينة عن شخصه لا يمكن تجاهلها (عبرانيين 1:4). الخليقة، الكتاب المقدس، الكلمة التي صار جسدا (أي يسوع المسيح) كلها عوامل ستساعدنا علي معرفة من هو الله .
ندعونا نبدأ بادراك أن الله هو الخالق وأننا جزء من خليقته (تكوين 1:1 و مزمور 1:24). قال الله أنه صنع الأنسان علي صورته كشبهه. ووضع الله الأنسان فوق أي خليقة أخري بل و سلطه فوق جميع المخلوقات الأخري (تكوين 26:1-28) ورغم أن الخليقة قد دمرت بسبب "سقوط الانسان" ولكننا مازلنا نستطيع أن نري بعضا من عمل الله من خلالها (تكوين 17:3 – 18 و رومية 19:1-20). وعندما ندرك حدود الطبيعة وجمالها بل وتعقيدها ونظامها فأننا نستطيع أن ندرك بعضا من عظمة الله .
يمكننا أن نتعلم أشياء جديدة عن من هو الله بدراسة بعضا من أسمائه المذكورة في الكتاب المقدس كالآتي:
آلوهيم: القوي، الألهي (تكوين 1:1)
أدوناي: السيد (خروج 10:4 و 13)
الاليون: العال، القوي (أشعياء 20:14)
الرؤي: القوي الذي يري (تكوين 13:16)
الشاداي: الله العظيم (تكوين 1:17)
الأولام: الألة الأبدي (أشعياء 28:40)
يهوي: السيد "أنا هو"، بمعني الأله المتناهي الوجود (خروج 13:3 و 14)
والأن سنكمل دراستنا لصفات الله ، الله أزلي، بمعني أنه لم يكن له بداية ووجودة سيظل الي الأبد. الله أبدي (تثنية 27:33 و مزمور 2:90 و تيموثاوس الأولي 17:1). الله لا يتغير (ملاخي 6:3 و عدد 19:23 ومزمور 26:102 و 27). الله لا يقارن أي أن لا مثل له في طبيعته وأعماله، الله كامل (صموئيل الثانية 22:7 و مزمور 8:86 و أشعياء 25:40 و متي 48:5). الله لا يكتنه، أي لا يمكن فهمه بصورة كلية (أشعياء 3:145 و رومية 33:11 و 34).
الله عادل، فهو لا يميز أشخاصا معينين عن الآخرين (تثنية 4:32 و مزمور 30:18). الله مطلق السلطة، قادر أن يفعل ما يشاء، ولكن أفعاله تتمشي مع صفاته الأخري (رؤيا 6:19 و أرميا 17:32 و 27). الله موجود،هذا يعني أنه موجود في كل مكان ولكنه لا يمثل كل الأشياء (مزمور 7:139 -13 وأرميا 23:23). الله واسع العلم، بمعني أنه يعلم الماضي الحاضر والمستقبل ولذلك فهو عادل (مزمور 1:139 -5 و أمثال 21:5).
الله واحد، بمعني أنه ليس فقط أنه لا يوجد اله آخر ولكن أيضا أنه الوحيد القادر أن يملاء احتياجات قلوبنا العميقة. وهو الوحيد المستحق لعبادتنا (تثنية 4:6). الله بار، بمعني أن الله يدرك ألأخطاء ومن أجل بره وعدله كان لابد أن يحمل عنا يسوع المسيح العقاب المستحق عن خطايانا و ذنوبنا لكي يغفر لنا (خروج 27:9 و متي 45:27 – 46 و رومية 21:3-26).
الله صاحب السلطان، هو عال، فان اتحدت الخليقة كلها بمعرفة أو غير معرفة فهذا لن يغير خطته للعالم (مزمور 1:93 و أرميا 20:23). الله روح، فهو غير مرئي (يوحنا 18:1 و 24:4). الله هو الثالوث الأقدس، بمعني أن الله يظهر نفسه من خلال الثالوث الأقدس الواحد المتساو في القوة والمجد "الآب والابن والروح القدس". ونجد أنه دائما يشار الي الله بالمفرد لأنه اله واحد (متي 19:28 و مرقس 9:1 -11). الله حق، بمعني أنه لا يكذب ولن يتغير أبدا "مزمور 2:117 و صموئيل الأولي 29:15).
الله قدوس، بمعني أن الله لا يحمل كراهية وحقد تجاهنا. برغم أن الله يري الشر وهذا يغضبه. النار مذكورة في الكتاب المقدس مع التطهير والقدسية (أشعياء 3:6 و حبقوق 13:1 و خروج 2:3 و 4 و 5 و عبرانيين 29:12). الله رحيم، وهذا يتضمن صلاحه، و رحمته و محبتة. و ان لم يكن الله صالح ورحيم لكنا حرمنا من التمتع بجميع صفاته الأخري. ولكنه يرغب في أن يتعرف علينا شخصيا وأن يكون لنا علاقة حميمة معه (خروج 27:22 و مزمور 19:31 و بطرس الأولي 3:1 و يوحنا 16:3 و يوحنا 3:17).
هذه محاولة متواضعة لاجابة سؤال عظيم في الحجم،ارجو ان تتشجع في البحث عن ومعرفة الله (أرميا 13:29).
هل يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد؟
السؤال: هل يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد؟
الجواب: الاجابة علي هذا السؤال تعتمد علي ماهو المعني ب "الله". ولا يمكن انكار أن نظرة المسيحيون والمسلمون الي الله متشابهة جدا. فالفريقين يتفقون علي ان الله مطلق السلطة، كلي القدرة، عليم بكل شيء، يملاء الوجود، قدوس، عادل، وصالح. ويتفقون علي الايمان بالله خالق الكون وكل ما فيه. فلذلك، نعم يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد.
ولكن في نفس الوقت نجد انه توجد اختلافات أساسية بين النظرتين. فبينما يؤمن المسلمون بان بعضا من صفات الله هي المحبة، الرحمة، والنعمة فالله لا يظهر هذه الصفات بنفس الطريقة التي يظهرها في نظر اليها المسيحيين. وربما يقع أهم اختلاف بين الايمان المسيحي والايمان بالاسلام في أن المسيحيون يؤمنون بأن الله تجسد وجاء الي الأرض في صورة انسان (أي يسوع المسيح) وهو شيء هام جدا لفهم ومعرفة الله. ونجد ان المسلمون يؤمنون بأن هذا تجديف علي الله بل وهو كفر. المسلمون لا يقبلون أنه كان لابد لله أن يصبح انسانا ليحمل خطيئة العالم. الله تجسد آخذا صورة انسان لكي يتعاطف معنا ولكن الأهم من ذلك لكي يمنحنا الخلاص والمغفرة لخطايانا.
فاذا، هل يعبد المسلمون والمسيحيون اله واحد؟ نعم ولا في نفس الوقت. ربما يجب أن يكون السؤال "هل يحمل المسلمون والمسيحيون نفس المفهوم عن الله؟" الأجابة لذلك هي كلا. فهناك اختلافات أساسية بين النظرتين. لا يمكن أن يكون الدينين صحيحين. ونحن نؤمن أن النظرة المسيحية هي النظرة الصحيحة فبغير الخلاص لا يمكن لثمن خطايانا أن يدفع. وحيث أن الله وحده يمكنه دفع الثمن. فقد أمكن لله من خلال التجسد أن يموت من أجلنا، دافعا ثمن خطايانا وأثامنا (رومية 8:5 و كورنثوس الثانية 21:5).
هل يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد؟
ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟
السؤال: ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟
الجواب: أنه من الصعب توضيح المبدأ المسيحي عن الثالوث الأقدس. وحيث انه من الصعب لأي انسان فهم هذا المبدأ بصورة شاملة فأنه من الأصعب شرحه وتوضيحه. ان الله عظيم بصورة غير محدودة ولذلك فأنه من الواقعي ألا نتوقع أن نفهم كل شيء عنه. الكتاب المقدس يعلمنا أن الآب هو الله وأن يسوع المسيح هو الله وأن الروح القدس هو الله. ويعلمنا الكتاب المقدس أنه يوجد اله واحد. وبرغم انه من الممكن محاولة فهم علاقة الثالوث الأقدس وشخصياته فأنه من الحكمة أن ندرك من البداية أنه موضوع يصعب علي العقل البشري ادراكه. ولكن كل ذلك لا يعني أنه ليس الحقيقة أو ان مبدأ الثالوث الأقدس غير مبني علي تعاليم كتابية.
يجب الأخذ في الاعتبار عند دراسة هذا الموضوع أن كلمة "الثالوث" غير مذكورة في الكتاب المقدس. ولكن هذا مجرد تعبير لمحاولة توضيح شخصيات الله. يجب علينا فهم أنه اله واحد وليس ثلاثة. الثالوث الأقدس هو يمثل الله وشخصياته الثلاث. وليس هناك أي خطاء في استخدام تعبير الثالوث الأقدس وان كان غير مذكور في الكتاب المقدس لأنه مبني علي تعاليم الكتاب المقدس. وان كان ذلك يمثل لك مشكلة ففقط حاول أن تتذكر أن التعبير "جد" غير مذكور في الكتاب المقدس ولكننا نعلم أن الكتاب المقدس يذكر جدود مختلفين. فعلي سبيل المثال نحن نعلم أن ابراهيم كان جدا ليعقوب. فلاتدع التعبير يعرقلك فالأهم هنا هو المبدأ المقدم بالتعبير "الثالوث الأقدس" وهو بالقطع مذكور في الكتاب المقدس. والآن وبعد ان انتهينا من المقدمة، دعونا نلقي نظرة الي الآيات الكتابية التي تعضد الثالوث الأقدس:
1) يوجد اله واحد : تثنية 4:6 و كورنثوس 4:8 وغلاطية 20:3 وتيموثاوس الأولي 5:2.
2) الثالوث الأقدس يتمثل في ثلاثة شخصيات: تكوين 1:1 و 26:1 و 22:3 و 7:11 وأشعياء 8:6 و 16:48 1:61 ومتي 16:3 -17 ومتي 19:28 وكورنثوس الثانية 14:13. في دراسة العهد القديم ندرك أهمية الالمام باللغة العبرية. في تكوين 1:1 يستخدم الاسم "الوهيم" بصورة الجمع. وفي تكوين 26:1 و 22:3 و 7:11 و أشعياء 8:6 يستخدم "نحن". وبالنظر الي استخدام آلوهيم ونحن نري أن الكتاب المقدس يشير الي أكثر من اثنان. في اللغة الانجليزية يوجد "مفرد" و "جمع" بينما في العبرية يوجد "مفرد" "مثني" و "جمع". و صيغة الجمع استخدمت مع آلوهيم للاشارة الي (الآب و الابن والروح القدس).
في أشعياء 16:48 و 1:61 يتحدث الابن بينما يشير الي الآب والروح القدس. قارن أشعياء 1:61 بلوقا 14:4-19 لكي تري فعلا أنه الابن الذي يتحدث. والآيات في متي 16:3-17 تصف معمودية يسوع. ونري هنا حلول الروح القدس علي الابن بينما يعلن الآب سروره بالابن. وفي متي 19:28 و كورنثوس الثانية 14:13 أمثلة علي شخصيات الله.
3) شخصيات الثالوث الأقدس تظهر واضحة ومميزة في العهد القديم في: (التكوين 24:19 و هوشع 4:1) و (مزمور 7:2 و 12 و أمثال 2:30-4) يتحدث عن الآب والابن. و (عدد 18:27) و (مزمور 10:51-12) يميز بين الآب والروح القدس. و (مزمور 6:45-7 و عبرانيين 8:1-9) يميز بين الله الابن والله الآب. ونفس الشيء واضح في العهد الجديد في يوحنا 16:14-17 يتحدث يسوع عن ان الله الآب سيرسل معينا أي الروح القدس. هذا يعني أن يسوع لم يعتبر نفسه الآب أو الروح القدس. وكثيرا مانري في الكتاب يسوع المسيح يتحدث الي الآب.
4) كل عضو في الثالوث هو الله: فالآب هو الله، يوحنا 27:6 ورومية 7:1 و بطرس الأولي 2:1. الابن هو الله: يوحنا 1:1 و 14 ورومية 5:9 وكولوسي 9:2 وعبرانيين 8:1 ويوحنا الأولي 20:5. الروح القدس هو الله: أعمال الرسل 3:5-4 وكورنثوس الأولي 16:3 (الروح القدس يسكن فينا – رومية 9:8 ويوحنا 16:14-17 وأعمال الرسل 1:2-4).
5) الخضوع يمثل سمة متبادلة بين شخصيات الله المختلفة فنري في الكتاب المقدس أن الروح القدس يخضع لله الآب والابن، وان الابن خاضعا للآب. وهذا لا يقلل من أهمية أي من شخصيات الله. فبالنسبة للابن نري ذلك في لوقا 42:22 ويوحنا 36:5 و يوحنا 21:20 ورسالة يوحنا الأولي 14:4. وبالنسبة للروح القدس فنري ذلك في: يوحنا 16:14 و 26:14 و 26:15 و 7:16 وخاصة يوحنا 13:16-14.
6) مهمات أعضاء الثالوث الأقدس: الآب هو خالق الكون (كورنثوس الأولي 6:8 ورؤيا 11:4) و هو مصدر الرؤيا الالهية (رؤيا 1:1) و مصدر الخلاص (يوحنا 16:3-17) و سبب أعمال ومعجزات يسوع علي الأرض (يوحنا 17:5 و10:14).
الابن هو الذي من خلاله قام الآب بالأعمال التالية: 1) الخليقة (كورنثوس الأولي 6:8 ويوحنا 3:1 و كولوسي 16:1-17) و الرؤيا الالهية (يوحنا 1:1 ومتي 27:11 ويوحنا 12:16-15 ورؤيا 1:1) و الخلاص (كورنثوس الثانية 19:5 ومتي 21:1 ويوحنا 42:4). فالله الآب ينفذ كل هذه الأشياء من خلال الابن يسوع المسيح.
الروح القدس هو الوسيلة التي من خلالها يقوم الآب من خلالها بالأعمال التالية: الخليقة (تكوين 2:1 وأيوب 13:26 ومزمور 30:104) و الرؤيا الالهية (يوحنا 12:16-15 و أفسس 5:3 وبطرس الثانية 21:1) والخلاص (يوحنا 6:3 وتيطس 5:3 وبطرس الأولي 2:1) و أعمال يسوع (أشعياء 1:61 وأعمال الرسل 38:10). فان الآب يفعل كل هذه الأشياء بقوة الروح القدس.
وكل الوسائل التوضيحية الشائعة تعجزعن تقديم وصف دقيق للثالوث الأقدس. البيضة مثال غير جيد حيث أن البياض والصفار أجزاء من البيضة ولكن بمفردهم لا يمثلون بيضة كاملة. في حين ان الماء الذي يأخذ أشكال متعددة مثل السائل والثلج والبخار هو مثال أقرب الي الثالوث حيث أنه نفس الشيئ ولكن بأشكال مختلفة. وهنا نجد بالفعل أن التعبيرات والتوضيحات تعجز عن وصف الله اللامحدود، فالكتاب المقدس يقول: "يالعمق غني الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! لأن من عرف فكر الرب؟ ومن صار له مشيرا؟" (رومية 33:11-34).
ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟
لماذا يسمح الله أن تحدث أشياء سيئة لأناس طيبون؟
السؤال: لماذا يسمح الله أن تحدث أشياء سيئة لأناس طيبون؟
الجواب: لماذا تحدث أشياء سيئة لأناس طيبون. هذا السؤال يعتبر من أصعب الأسئلة في علم اللاهوت. فالله أبدي، أزلي، كلي المعرفة، كلي القدرة. فحين أن البشر لا يحملوا كل هذه الصفات فكيف يتسني لهم أن يفهموا طرق الله بصورة كلية؟ ونري في العهد القديم أن كتاب أيوب يعالج هذه المسألة. فنري أن الله سمح لأبليس أن يفعل أي شئ لأيوب فيماعدا قتله. ماذا كان رد فعل أيوب؟ "الرب أعطي والرب أخذ، ليكن أسم الرب مباركا" (أيوب 21:1). لم يفهم أيوب لم سمح الله بهذه الأشياء أن تحدث، ولكنه كان يعلم في قلبه أن الله صالح ولذلك أستمر في الثقة به. وهذا ما يجب أن يكون رد فعلنا أيضا. فالله صالح، عادل، محب، ورحيم. وكثيراً من الأحيان ما تحدث لنا أشياء لا نستطيع تفسيرها. ولكن بدلا من أن نشك في صلاح الله، يجب علينا أن نثق به. "اتكل علي الرب من كل قلبك، وعلي فطنتك لا تعتمد، أعرف الرب في كل طرقك وهو يقوم سبلك" أمثال (5:3-6).
وربما السؤال الأفضل هو، "لماذا تحدث أشياء جيدة لأناس سيئون؟" الله قدوس (أشعياء 3:6 و رؤيا 8:4). والبشر مليئون بالخطيئة (رومية 23:3 و 23:6). هل تريد أن تعرف كيف يري الله البشرية؟ "كما هو مكتوب: ليس انسان بار، ولا واحد. ليس من يدرك. ليس من يبحث عن الله. جميع الناس قد ضلوا وصاروا كلهم بلا نفع. ليس من يمارس الصلاح لا ولا واحد. حناجرهم قبور مفتوحة السنتهم أدوات للمكر شفاههم تخفي سم الأفاعي القاتلة. أفواههم مملؤة لعنة ومرارة. أقدامهم سريعة الي سفك الدماء. في طريقهم الخراب و الشقاء أما طريق السلام فلم يعرفوه. ومخافة الله ليست نصب أعينهم" (رومية 10:3 – 18). كل أنسان علي هذه الأرض يستحق أن يلقي في الجحيم في هذه اللحظة. وكل ثانية نعيشها هي بنعمة الله. وكل الأشياء التي نتعرض لها في الأرض مهما كانت سيئة فهي رحمة من الله عما نستحقه وهو جهنم الأبدية في بحيرة النار.
"ولكن الله أثبت لنا محبته، اذ ونحن مازلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا" (رومية 8:5). فبالرغم من طبيعة البشر الشريرة والخاطئة فالله مازال يحبنا. فهو أحبنا بصورة كافية حتي أنه مات بدلا عنا وتحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6). كل ما علينا أن نفعله هو فقط أن نؤمن بيسوع المسيح (يوحنا 16:3 و رومية 9:10) لكي تغفر لنا خطايانا وننال مكان في السماء (رومية 1:8). ما نستحقه = الجحيم. ما نناله = حياة أبدية في السماء فقط ان آمنا. وقد قيل قبلا أن هذا العالم هو الجحيم الوحيدة التي سيختبرها المؤمنيين في حين أنه السماء الوحيدة التي سيعاينها غير المؤمنون. والمرة التالية عندما نتسأل "لماذا يسمح الله بحدوث أشياء سيئة للأناس الطيبون؟" ربما الأجدر علينا أن نتسائل "لماذا يسمح الله بحدوث أشياء جيدة لأناس سيئون؟"
لماذا يسمح الله أن تحدث أشياء سيئة لأناس طيبون؟
هل خلق الله الشر؟
السؤال: هل خلق الله الشر؟
الجواب: في البداية يمكن أن يبدو للمرء أنه حيث أن الله قام بخلق جميع الأشياء فهذا يتضمن الشر أيضا. ولكن، هذا أعتقاد يجب أن يوضح. فالشر ليس "شيء" ملموس – مثل الحجارة أو الكهرباء. فلا يمكنك ملء برطمان بالشر. بل الشر شيء يحدث مثل الجري. فلا وجود له بصورة فردية – ولكنه يظهر عند عدم وجود شيء جيد. وعلي سبيل المثال، الثقوب شيء حقيقي ولكنها لابد أن توجد في شيء آخر. فنحن نسمي عدم وجود التراب في مكان ما "حفرة" ولكن لا وجود للحفرة من غير التراب. فعندما قام الله بالخليقة، كان كل شيء جيدا. وواحد من هذه الأشياء الجيدة هو البشر وهم خلقوا بأرادة حرة لأختيار الخير. ولكي يكون للأنسان حرية الأختيار بصورة كاملة، كان لابد أن يوجد شيء آخر غير الخير. لذلك سمح الله للبشر والملائكة أن يختاروا الخير أو عدمه (أي الشر). وعندما توجد علاقة سيئة بين شيئين جيدين نسمي ذلك بالشر، ولكنه ليس "شيء" ملموس يتطلب أن يخلقه الله.
وربما يقوم التالي بتوضيح هذه النقطة. ان قمت بسؤال شخص ما "هل البرد موجود؟" فأجابته أو اجابتها ستكون في الغالب نعم. ولكن ذلك غير صحيح، فالبرد غير موجود. البرد هو عدم وجود الدفء. وأيضا الظلام لا يوجد. فالظلام هو عدم وجود النور. ومماثل لذلك أن الشر هو عدم وجود الخير أو أن الشر هو عدم وجود الله. فالله لم يحتاج أن يخلق الشر، ولكن كان فقط عليه أن يسمح بعدم وجود الخير.
وبالنظر الي مثال أيوب في الأسفار 1 و 2. نري أن أبليس أراد أن يدمر أيوب، والله سمح لأبليس أن يفعل أي شيء فيما عدا قتل أيوب. وسمح الله بذلك كي يثبت لأبليس أن أيوب رجل صالح لأنه يحب الله وليس لأن الله قد باركه بغني. فالله له السلطة المطلقة وهو المتحكم في جميع الأمور. فأبليس لا يستطيع أن يفعل أي شيء ان لم يسمح له الله بذلك. فالله لم يخلق الشر ولكنه يسمح بحدوثه. فان لم يسمح الله للبشر والملائكة بأختيار الشر لكانوا يخدمون الله رغماً عنهم وليس طوعا. و الله لم يرد أن يخلق "انسان آلي" "مبرمج" علي أن يفعل ما يطلب منه. ولكن أراد الله أن يكون للأنسان أرادة حرة وأختيار بين محبة الله وأختيار الشر.
ولا توجد أجابات محددة لهذه الأسئلة التي لا نستطيع استيعابها، فنحن كبشر محدودين لا نستطيع أن أن نفهم بصورة كلية اله غير محدود (رومية 33:11-34). وفي بعض الأحيان نعتقد أننا نستطيع أن نفهم لماذا يفعل الله شيئا، فقط لنكتشف مؤخراً أن الهدف كان شيء آخرتماما. فالله ينظر للأشياء بنظرة أبدية بينما ننظر نحن اليها بنظرة أرضية. لماذا خلق الله البشر وهو يعلم أن آدم وحواء سيخطئون ويجلبون الشر والخطيئة والعذاب علي كل البشرية؟ لماذا لم يخلقنا لنعيش في السماء في كمال ومن غير عذاب؟ وأفضل اجابة يمكنني أن أقدمها هي أن: أن الله لم يريد أن يخلق جنس من الآلات ليس لديها أي ارادة أو اختيار. ولكن أراد الله أن يقدم لنا أختيارات حقيقية من خلالها يمكننا أن نقرر أن نعبده أو أن نتجه الي الشر. فأن لم نختبر الشر والعذاب، لن نتمكن من معرفة قيمة السماء وجمالها. فالله لم يخلق الشر، ولكنه سمح به. وأن لم يسمح الله بالشر لكنا الأن نعبده مرغمين وليس بناء علي أختيارنا و أرادتنا الحرة.
هل خلق الله الشر؟
لماذا تختلف صورة الله في العهدين القديم والجديد؟
السؤال: لماذا تختلف صورة الله في العهدين القديم والجديد؟
الجواب: أني أعتقد أن جوهر هذا السؤال يبين لنا أن هناك عدم فهم أساسي لما يعلن لنا العهد القديم والجديد عن طبيعة الله. وطريقة أخري لتقديم هذه الفكرة بذاتها هي عندما يتقاول الناس أن "الله في العهد القديم هو اله غضب بينما اله العهد الجديد هو اله محبة". وحقيقة أن الكتاب المقدس هو طريقة الله عن اعلان نفسه لنا بطريقة تدريجية من خلال أحداث تاريخية ومن خلال علاقاته بالبشر هي حقيقة يمكن أن تقود الي عثرة بعض الناس عند محاولتهم مقارنة جزء ما مكتوب في العهد الجديد بجزء ما مكتوب في العهد القديم. ولكن عندما يقوم المرء بقرأة العهدين القديم والجديد بصورة كلية يمكنه أن يتحقق من أن صفات الله متوافقة ومتطابقة في العهدين أن كانت تعبر عن غضب أو محبة.
فعلي سبيل المثال، من خلال العهد القديم نري أن الله "غفور ورحيم، بطيء الغضب، ووافر في المحبة واللطف والحنان والرحمة والحق" (خروج 6:34، عدد 18:14، تثنية 31:4، نحميا 17:9 و مزامير 5:86 ومزامير 15:86 و مزامير 4:108 ومزامير 8:145 ويوئيل 13:2). وفي العهد الجديد نري أن حنان ورحمة الله تأخذ صورة أخري أكثر كمالا من خلال اعلان الله لنا "أنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، حتي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). وأيضا نري في العهد القديم أن الله يتعامل مع شعب اسرائيل كأب محب. وعندما ارتكبوا الخطيئة عن عمد وتركوا عبادة الله لعبادة آلهة أخري، قام الله بتوبيخهم، ولكنه أيضا نجاهم وأنقذهم كل مرة رجعوا وتابوا فيها اليه. وبنفس الطريقة يتعامل الله مع المسيحيون في العهد الجديد. فعلي سبيل المثال، عبرانيين 6:12 يقول لنا أن "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله، أن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين".
وبنفس الطريقة نري في العهد القديم غضب وقضاء الله علي الخاطيء الغير تائب. وكذلك في العهد الجديد فأننا نري أن "غضب الله معلن من السماء علي جميع فجور الناس وأثمهم الذين يحجزون الحق بالأثم" (رومية 18:1). وحتي بالقراءة السريعة في العهد القديم نري أن يسوع يتحدث عن الجحيم أكثر من السماء والنعيم. فمن الواضح أن الله واحد سواء في العهد القديم أو الجديد. والله بطبيعته لا يتغير. وفي حين أننا يمكن أن نري بعض من صفاته في بعض الأجزاء والآيات أكثر من صفاته الأخري، هو لا يتغير.
وعندما نبدأ في قراءة ودراسة الكتاب المقدس، يتضح لنا أن الله هو نفسه المعلن لنا في العهدين. وبرغم أن الكتاب المقدس يتكون من 66 كتابا، كتبوا في قارتين وربما ثلاث قارات، وبثلاثة لغات مختلفة، في وقت زمني يبلغ 1500 سنة، من خلال 40 كاتب مختلف (من مهن وأماكن مختلفة)، ولكنه يظل كتاب موحد من البداية الي النهاية من غير أي تناقض. وفيه نري كيف يتعامل الله بلطف ورحمة مع الأنسان الخاطيء في مواقف متعددة. حقاً أن الكتاب المقدس هو رسالة محبة من الله الي البشرية. ومحبة الله لخليقته، وخاصة للبشر يظهر واضحا في الكتاب المقدس. ونري أيضاً أن الله يدعوا البشر الي علاقة خاصة وحقيقية معه، وذلك ليس نتيجة لأستحقاق لهم ولكن لأنه رحيم وعطوف ولأنه بطيء الغضب ووافر في المحبة والرحمة والحق. ولكننا أيضا نري اله قدوس وصالح وهو يدين كل الذين رفضوا أن يؤمنوا به، والذين التفتوا الي عبادة آلهة أخري من صنع أيديهم أو عقولهم بدلا من أن يعبدوا الآله الحق والأوحد (رومية 1).
وبسبب طبيعة الله الصالحة والقدوسة، كل الخطايا السابقة، الحالية، والمستقبلية لا بد أن تدان. ولكن الله في محبته اللا محدودة قدم ثمنا لخطيئتنا وطريقة للمصالحة، حتي يتمكن الأنسان الخاطيء أن يتفادي الغضب والعقاب الذي يستحقه. ونري هذه الحقيقة الرائعة في آيات مثل رسالة يوحنا الأولي 10:4 "في هذا هي المحبة، ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا ,ارسل أبنه كفارة لخطايانا". في العهد القديم ، دبر الله نظام تضحية من خلالها يمكن دفع ثمن الخطيئة، ولكن نظام التضحية كان حلاً مؤقتا الي أن يأتي المسيح ويموت علي الصليب كفارة عن الخطيئة وفداء للبشر. والفادي الذي وعد به في العهد القديم ظهر بصورة كاملة في العهد الجديد اذ وهو تعبير الله العظيم المجيد عن محبته لنا، وهو ارسال ابنه يسوع المسيح. والعهدين القديم والجديد أعطوا لنا لكي "تحكمك للخلاص بالأيمان" (تيموثاوس الثانية 15:3). عندما نقوم بدراسة العهدين بتعمق، نري أنه من الواضح أن صورة الله لم تتغير من العهد القديم الي العهد الجديد.
لماذا تختلف صورة الله في العهدين القديم والجديد؟
ما معني أن الله محبة؟
السؤال: ما معني أن الله محبة؟
الجواب: مامعني أن الله محبة؟ أولا دعونا نلقي نظرة علي وصف كلمة الله أي الكتاب المقدس لكلمة "محبة" وعندها سنري بعض الطرق التي من خلالها تنطبق هذه الكلمة علي الله. ففي كورنثوس الأولي 4:13-8أ) "المحبة تتأني وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد و لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر علي كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا."
هذا هو وصف الله للمحبة. وهذه هي صفات الله، ويجب علي المسيحيين أن يجعلوا هذا الوصف هدفا لهم (وان تطلب ذلك الوقت والجهد). وأعظم التعبيرات الموجودة عن محبة الله لنا يمكن أن توجد في يوحنا 16:3 و رومية 8:5. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل أبنه الوحيد حتي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكن له الحياة الأبدية". "الله بين محبته لنا، اذ ونحن بعد خطاة، مات المسيح من أجلنا". ويمكننا نري من خلال هذه الآيات أن الله يرغب بأن نكون في شركة معه في الحياة الأبدية في السماء. وجعل الطريق ممكننا بدفعه ثمن خطايانا. وهو يحبنا ويختار أن يعبر لنا عن محبته فهو يقول في (هوشع 8:11 ب) "أن قلبي يتلوي أسي في داخلي وتضرم في مراحمي". ومحبته تغفر لنا "أن أعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم." (رسالة يوحنا الأولي 9:1).
المحبة (أي الله) لا يرغم أي منا علي محبته. فالذين يأتون الي معرفته يفعلون ذلك كنتيجة طبيعية لمحبته. الله (الرفيق) يبين حنانه لجميع الناس. و المحبة ( أي يسوع) فعل خيرا لجميع الناس. و المحبة (أي يسوع) لم يتمني ما لغيره ولم يحسد، فقد عاش بأقل القليل ولم يعترض. المحبة (أي يسوع) لم يتفاخر ولم ينتفخ وهو في الجسد، رغم أنه كان بأمكانه أن يفعل ذلك. المحبة (أي الله) لا يرغمنا علي طاعته. فالله لم يرغم ابنه يسوع علي طاعته ولكن يسوع قام طوعا بأطاعة أبيه السماوي "ولكن ليفهم العالم أني أحب الآب وكما أوصاني الآب هكذا أفعل" (يوحنا 31:14). المحبة (أي يسوع) دائما وأبدا يهتم بما نحتاج اليه.
هذا الوصف الملخص للمحبة يبين حياة مضحية بالمقارنة الي حياة الانسان العادية. والمدهش هو أن الله أعطي الذين يقبلون ابنه يسوع كمخلصهم الشخصي من الخطيئة المقدرة علي المحبة كما هو يحبنا، من خلال القوة الممنوحة لنا بالروح القدس (أنظر يوحنا 12:1 و رسالة يوحنا الأولي 1:3 و 23 و 24). ياله من تحدي و امتياز عظيم في نفس الوقت!
ما معني أن الله محبة؟
هل مازال يتحدث الله الينا اليوم؟
السؤال: هل مازال يتحدث الله الينا اليوم؟
الجواب: أنه مدون عديد من المرات في الكتاب المقدس أن الله تحدث بصورة مسموعة للبشر (خروج 14:3 ويشوع 1:1 وقضاة 18:6 و صموئيل الأولي 1:2 وصموئيل الثانية 1:2 وأيوب 1:40 وأشعياء 3:7 وأرميا 7:1 وأعمال الرسل 26:8 و 15:9 – هذه فقط بعض من الأمثلة العديدة). ولايوجد سببا في الكتاب المقدس يمنع من تحدث الله بصورة مسموعة للبشر اليوم. و لكن يجب علينا أن نتذكر أن برغم تخاطب الله للبشر في الكتاب المقدس مئات المرات الا أن ذلك حدث في فترة زمنية تتعدي ال4000 عاما. فتحدث الله للبشر هو الاستثناء وليس القاعدة. وحتي في عديد من المرات المذكورة في الكتاب المقدس، نحن لا نعلم أن كان الله قد تحدث بصورة مسموعة أو أن كان من خلال صوتا داخليا أو انطباع عقلي.
الله يتحدث للبشر اليوم. فأولا، الله يتحدث معنا من خلال كلمته (تيموثاوس الثانية 16:3 -17). وأشعياء 11:55 يقول لنا "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع الي فارغة، بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له". ونجد أن في الكتاب المقدس كلمة الله مدونة لكل ما نحتاج أن نتعلم لكي نخلص وأن نعيش حياة مسيحية. بطرس الثانية 3:1-4 يعلن، "كما أن قدرته الألهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الألهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة".
وثانيا، فأن الله يتحث لنا من خلال الأنطباعات، الأحداث، أو الأفكار. والله يساعدنا أن نميز الصالح من الطالح من خلال ضميرنا (تيموثاوس الأولي 5:1 وبطرس الأولي 16:3). الله يعمل علي أن يشكل عقولنا لكي تصبح مثل أفكاره (رومية 2:12). والله يسمح لأحداث معينة أن تحدث في حياتنا لكي توجهنا، تغيرنا، وتساعدنا أن ننمو روحياً (يعقوب 2:1-5 و عبرانيين 5:12-11). بطرس الأولي 6:1-7 يذكرنا، "الذي به تبتهجون، مع أنكم الآن – ان كان يجب – تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية أيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح."
وأخيراً، نعم، أن الله يتحدث للبشر بصورة مسموعة أحيانا. ولكنه من غير المرجح أن هذا يحدث بصورة دائمة كما يدعي البعض. وللأعادة، فأنه حتي في الكتاب المقدس، أن تحدث الله بصورة مسموعة هو الأستثناء وليس المعتاد. وان أدعي شخص ما بأن الله تحدث اليه أو اليها فيجب علينا أن نختبر ما يدعية بمقارنة ما يقوله أو تقوله بما هو مدون في الكتاب المقدس. فأن قام الله بالتحدث اليوم فلابد أن ما يقوله يتفق مع ما هو مدون في الكتاب المقدس. فالله لا يناقض نفسه. وفي تيموثاوس الثانية 16:3-17 يقول "كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا، متأهباً لكل عمل صالح."
هل مازال يتحدث الله الينا اليوم؟
من قام بخلق الله؟ من أين أتي الله؟
السؤال: من قام بخلق الله؟ من أين أتي الله؟
الجواب: ذكر المؤلف الوثني برتراند رسل في كتابه بعنوان "لماذا أنا لست مسيحيا" أنه ان كان حقيقيا أن كل شيء مسبب فلابد أنه هناك شيء ما تسبب في وجود الله. وختم بقوله ان كان الله مسببا فأنه ليس اله (وأن كان الله ليس اله فاذا الله غير موجود). هذا التحليل ببساطة هو أكثر تعقيدا من السؤال الطفولي "من قام بخلق الله؟" فحتي الأطفال يدركون أن الأشياء لا تأتي من عدم, فأن كان الله شيئاً فلا بد أن يكون هناك مسبب لوجوده. اليست هذه الحقيقة؟
هذا السؤال محير لأنه يوجهنا الي الأعتقاد الخاطيء بأن الله أتي من مكان ما ويجعلنا نريد أن نعرف كونية هذا المكان. والأجابة أن السؤال نفسه لا معني له. وكأن السائل يتسأل عن "ما هي رائحة اللون الأزرق؟" وبما أن اللون الأزرق لا يندرج تحت قائمة الأشياء ذات الرائحة، فلذلك السؤال نفسه خاطيء. وبنفس الطريقة, الله لا يندرج تحت قائمة الأشياء المخلوقة، أو التي أتت الي الوجود، أو المسببة. فالله غير مسبب وغير مخلوق – هو ببساطة موجود.
كيف لنا أن نعرف هذه الحقيقة؟ نحن نعلم أن لا شيء يأتي من عدم. وهذا يرشدنا الي الاعتقاد بأن أنه كان لا يوجد شيء في الوجود في أي زمن من الأزمنة فأنه من غير المعقول أن يتسبب ذلك في ما هو موجود اليوم. وهذا يدل علي أن شيئا ما كان دائما موجودا. وذاك الشيئ الموجود دائما وأبدا هو ما ندعوا الله.
من قام بخلق الله؟ من أين أتي الله؟
ماهو المقصود بمخافة الله؟
السؤال: ماهو المقصود بمخافة الله؟
الجواب: خوف الله لغير المؤمن، هو الخوف من العقاب والموت الأبدي أي الأنفصال الأبدي عن الله (لوقا 5:12 وعبرانيين 31:10). ولكن نري أن الأمر بالنسبة للمؤمن مختلف تماماً. خوف المؤمن هو ابداء وقاره لله. ونجد في سفر العبرانيين 28:12-29 وصف جيد لذلك اذ يقول: "لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوي لأن الهنا نار آكلة". فالخشوع والتقوي هو مخافة الله في المسيحية. وهو الدافع الذي يحثنا لتسليم أمرنا لخالق الكون.
أمثال 7:1 يعلن، "مخافة الرب رأس المعرفة، أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب". والي أن ندرك من هو الله ونتعلم مخافته لن نتمكن من أن نكون حقاً حكماء. فالحكمة تأتي من معرفة الله وفهم حقيقة كونه قدوس، وعادل، وصالح. تثنية 12:10 و20 و21 يقول "فالآن يا اسرائيل، ماذا يطلب منك الرب الهك الا أن تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه، وتحبه، وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك – الرب الهك تتقي. اياه تعبد، وبه تلتصق وباسمه تحلف. هو فخرك وهو الهك الذي صنع معك تلك العظائم والمخاوف التي أبصرتها عيناك". فمخافة الله هي الأساس الذي نبني عليه اتباعنا لله وخدمته وأيضاً محبته.
وهناك الكثيرون الذين يحاولوا التصغير من أمر مخافة الله وتفسير ذلك بمجرد "احترامه". والرغم من أن احترام الله يعتبر جزء من مخافته، فالمخافة الحقيقية هي أكثر من ذلك بكثيراً. فمخافة الله تبعاً للكتاب المقدس تتضمن ادراك المؤمن كم يكره الله الخطيئة والخوف من عقاب الله للخطيئة – حتي وأن كان الشخص مؤمناً. عبرانيين 5:12-11 يصف تأديب الله للمؤمن. وبينما أن ذلك يحدث بطريقة محبة من جهة الله (عبرانيين 6:12)، فهو مازال شيء مخيف. وكأطفال صغار، ربما نتذكر أن خوفنا من والدينا قد حفظنا من الاقدام علي الأفعال الخاطئة والشريرة. وهذا هو تماماً ما يحدث في علاقتنا مع الله. فنحن نخاف من تأديبه فلذا نعيش حياتنا بطريقة مرضية أمامه.
ولا يجب علي المؤمن أن يكون "خائفاً " من الله. فلا يوجد لدينا سبب لهذا الخوف. اذ قد وعدنا الله بأنه لايوجد ما يفصلنا عن محبته (رومية 38:8 -39). ووعده لنا أيضاً بأنه لن يهملنا أو يتركنا (عبرانيين 5:13). مخافة الله تعني تقديم الأحترام والوقار والخشوع اللائق به وهذا له تأثير عظيم علي الطريقة التي نحيا بها. ومخافة الله تتضمن احترامه، وتقبل تأديبه، وعبادته.
ماهو المقصود بمخافة الله؟
هل يحب الله كل البشر أم فقط المسيحيون؟
السؤال: هل يحب الله كل البشر أم فقط المسيحيون؟
الجواب: الكتاب المقدس يعلمنا أن الله يحب جميع البشر من كل انحاء العالم (يوحنا 16:3 و يوحنا الأولي 2:2 ورومية 8:5). وهذ الحب غير مشروط_ ولكنه مبني علي حقيقة أن الله محبة (يوحنا الأولي 8:4 و16). ومحبة الله لكل البشر تظهر في رحمتة وصبره علي معاقبة البشر علي خطاياهم (رومية 23:3 و 23:6). فأن لم يحب الله جميع الناس لكنا كلنا في الجحيم الآن. ويظهر حب الله في أنه يمنح البشر فرص متعددة للتوبة (بطرس الثانية 9:3). ولكن محبة الله للعالم لا تعني أنه سيتجاهل الخطيئة. فالله عادل (تسالونيكي الثانية 6:1). فيجب أن يكون هناك أجرة للخطيئة (رومية 25:3-26).
وعمل الله المحب الأبدي مذكور في رومية 8:5 "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا". فان كان الأنسان يتجاهل محبة الله فهو يرفض عمل ابنه يسوع علي الصليب و خلاصه الذي دفعه بدمه (بطرس الثانية 1:2)- فذاك الشخص سيكون مستحق غضب الله الأبدي (رومية 18:1)، وليس محبته (رومية 23:6). الله يحب الجميع محبة غير مشروطة ولذا يرينا رحمته. ولكن نري أن محبة الله الأبدية مقصورة علي الذين يؤمنون بأبنه يسوع للخلاص (يوحنا 36:3). فالذي يؤمنون بيسوع المسيح كرب ومخلص سيتمتعون بمحبة الله الأبدية.
فهل يحب الله جميع الناس؟ نعم. هل يفضل الله المسيحيون عن باقي البشر؟ كلا، الله يحب الجميع سواسية ويظهر رحمته للجميع. الفرق هو أن المؤمنون به سيختبرون محبته الأبدية ورحمته ونعمته في السماء. ومحبة الله الشاملة هي التي تدعونا لقبول محبته الأبدية.
هل يحب الله كل البشر أم فقط المسيحيون؟
هل الله ذكر أم أنثي؟
السؤال: هل الله ذكر أم أنثي؟
الجواب: بالتدقيق في الكتاب المقدس تظهر لنا حقيقتان: الحقيقة الأولي، أن الله روح، وليس له صفات أو حدود بشرية. والحقيقة الثانية، أن كل الأدلة تشير أن الله أظهر نفسه للبشرية في صورة ذكر. وفي البداية، يجب علينا أن نفهم حقيقة طبيعة الله. فالله شخص، فمن الواضح أن لديه صفات شخصية مثل العقل والأرادة والذكاء والعواطف. وأن الله يتواصل مع البشر وأن له علاقات معهم وأن أعمال الله الشخصية واضحة من خلال الكتاب المقدس.
وكما هو مذكور في يوحنا 24:4، "الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق يبنغي أن يسجدوا". فحيث أن الله كائن روحاني، فالله ليس لديه صفات جسديه. ولكن في بعض الأحيان نري أستخدام تعبيرات لغوية في الكتاب المقدس لتساعد الأنسان علي فهم الله. ونسب الصفات البشرية علي الله يدعي "التجسيم". والتجسيم هو أن الله (الكائن الروحي) يعبر عن طبيعته للبشر بطريقة جسدية. وحيث أن الأنسان كائن جسدي، فاستيعاب الأنسان محدود لما هو جسدي واستخدام "التجسيم" في الكتاب المقدس يساعدنا علس استيعاب من هو الله.
وتأتي الصعوبة في محاولة فهم حقيقة أن الأنسان خلق علي صورة الله كشبهه. تكوين 26:1-27 يقول "وقال الله: "نعمل الانسان علي صورتنا كشبهنا، فيتسلطون علي سمك البحر وعلي طير السماء وعلي البهائم، وعلي كل الأرض، وعلي جميع الدبابات التي تدب علي الأرض" فخلق الله الانسان علي صورته، علي صورة الله خلقه. ذكراً وأنثي خلقهم".
وهذا يعني أن الرجل والمرأة قد خلقوا علي صورة الله، ولذا فأنهم أسمي من جميع الكائنات الأخري فهم مثل الله لهم عقل وارادة وذكاء وعواطف ومقدرة أخلاقية. ونجد أن ذلك يختلف عن الحيوانات فليس للحيوانات قدرة أخلاقية ولا يوجد لديهم بعد روحي. فعندما خلق الله الأنسان، خلقه علي شبهه ليكون للأنسان علاقة مع الله وهو المخلوق الوحيد الذي صنع لهذا الغرض. وكون أن الرجل والمرأة قد خلقوا علي صورة الله لا يعني أنهم صورة فوتوغرافية مصغرة من الله. فكونهم علي صورة الله ليس له علاقة بالصفات الجسدية.
ونعلم أن الله روح وليس له صفات جسدية. ولكن هذا لا يحد من كيفية اختيار الله بأن يظهر نفسه للبشر. والكتاب المقدس يحتوي كل ما أعلنه الله للبشر عن نفسه وهذا هو مصدر معلوماتنا الوحيد عن الله. وبالنظر فيما يخبرنا الكتاب المقدس، فهناك بعض الملاحظات كالتالي:
كبداية، الكتاب المقدس يحتوي حوالي 170 أشاره الي الله "الآب". وبطبيعة الحال يجب أن يكون الفرد ذكراً ليصبح أباً. فأن كان أختار الله أن يظهر نفسه آخذاً صورة أمرأة لكانت هذه الأشارات تتحدث عن "الأم". ونجد في العهدين القديم والجديد أن الأشارة لله دائماً تأتي بصيغة المذكر.
يسوع المسيح نفسه أشار الي الله كالآب عدة مرات، واستخدم تعبيرات مثل هو للأشارة الي الله أيضاً. وفي الأناجيل الأربعة وحدها نجد أن المسيح قد أستخدم كلمة "الآب" للأشارة لله ما يقرب من 160 مرة. والجدير بالذكر ما هومدون في يوحنا 30:10 حيث يقول :"أنا والآب واحد" ومن الواضح أن يسوع المسيح جاء آخذاً صورة انسان ليموت علي الصليب لدفع ثمن خطايا العالم ومثل الله الآب فقد أعلن نفسه للعالم آخذاً صورة رجل.
وأسفار العهد الجديد (من أعمال الرسل لسفر الرؤيا) تحتوي 900 أشارة الي كلمة "الله" بصيغة أسم مذكر ويستخدم المذكرأيضاً في اللغة اليونانية الأصلية للأشارة الي الله.
وفي أشارات عديدة لله في الكتاب المقدس، نجد أنه يشار اليه بصيغة المذكر (أسم، أسم فاعل)، وفي حين أن الله ليس رجل، بل روح، فقد أختار الله صورة رجل ليعلن نفسه للعالم. وأيضاً يسوع المسيح الذي يشار دائماً اليه بصيغة المذكر أخذ صورة رجل حين عاش علي الأرض. ونجد أيضاً أن أنبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد قد أشاروا الي الله ويسوع المسيح بألقاب وصيغة مذكرة. وقد أختار الله أن يعلن نفسه كأنسان ليسهل علي البشر فهمه واستيعاب كينونته. وأفتراض أن الله قد أخذ صورة امراءة هو أمرغير كتابي. ولكان هناك أدلة وأشارات في الكتاب المقدس لذلك. وبالرغم من أن الله يسمح للبشر أن يدركوا كينونته فلا يجب علي البشر أن يحاولوا استيعاب الله بصورة كلية فالله غير محدود القدرة.
هل الله ذكر أم أنثي؟
هل مازال يصنع الله المعجزات؟ لماذا لا يصنع الله المعجزات كما كان يفعل في الكتاب المقدس؟
السؤال: هل مازال يصنع الله المعجزات؟ لماذا لا يصنع الله المعجزات كما كان يفعل في الكتاب المقدس؟
الجواب: عندما كان يصنع الله آيات ومعجزات عجيبة مع شعب اسرائيل، هل تسبب ذلك في ايمانهم؟ كلا، لقد استمر شعب اسرائيل في معصية الله والتمرد عليه برغم انهم كانوا شهوداً علي معجزاته. ونفس الشعب الذي شاهد الله يصنع لهم طريقاً في وسط البحر الأحمر، لم يثقوا أن الله قادراً علي منحهم أرض الميعاد. اقراء المثل الموجود في سفر لوقا 19:16-31. في هذه القصة، يسأل رجلاً في الجحيم أن يرسل أبينا ابراهيم اليعازر ليحذر أخوته. ويجيب ابراهيم الرجل: "فقال له: ان كانوا لا يسمعون من موسي والأنبياء، ولا ان قام واحد من الأموات يصدقون" (لوقا 31:16).
لقد صنع يسوع المسيح معجزات عديدة، ولكن أغلب الناس لم يؤمنوا به. فان صنع الله نفس المعجزات اليوم، سنري نفس النتائج. ربما سيتعجب الناس ويؤمنوا بالله لفترة قصيرة. وهذا النوع من الأيمان سطحي، فأن حدث شيئاً غير متوقع أو مخيف لبطل ايمانهم. فالأيمان المبني علي المعجزات هو ايمان غير ناضج. والله قد صنع أعظم المعجزات بأرسال ابنه يسوع المسيح للأرض ليعيش بيننا ويموت علي الصليب من أجل خطايانا (رومية 8:5)، لكي نخلص (يوحنا 16:3). ومازال يفعل الله المعجزات – لكن الكثير من تلك المعجزات غير ملحوظة. والحقيقة أننا لا نحتاج المزيد من المعجزات ولكن ما نحتاجه هو أن نؤمن بمعجزة الله لخلاصنا من خلال ايماننا بأبنه يسوع المسيح.
ومن المهم أن نأخذ في الأعتبار أن واحداً من أهداف المعجزات هو أن تعضيد صانع المعجزة. فنجد أن أعمال الرسل 22:2 يخبرنا "أيها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضاً تعلمون". وبالمثل عن التلاميذ، "لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة، وكل أعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد، كذلك المسيح أيضاً" (كورنثوس الثانية 12:12). وعن الأنجيل، عبرانيين 4:2 يعلن "شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس، حسب ارادته". فلدينا الأن الحق المكتوب عن يسوع المسيح. وأيضاً كتابات التلاميذ. فيسوع المسيح وتلاميذه هم حجر الأساس لأيماننا (أفسس 20:2). وفي هذه الحالة، لا نحتاج المعجزات لأثبات رسالة المسيح وتلاميذه. نعم، مازال يصنع الله المعجزات ولكن لا يجب علينا أن نتوقع حدوث المعجزات بنفس الطريقة التي كانت تحدث عليها المعجزات في الكتاب المقدس.
هل مازال يصنع الله المعجزات؟ لماذا لا يصنع الله المعجزات كما كان يفعل في الكتاب المقدس؟
هل يميز الله/الكتاب المقدس جنس عن الآخر؟
السؤال: هل يميز الله/الكتاب المقدس جنس عن الآخر؟
الجواب: عادة ما يشير التمييز الجنسي الي أن الرجال يتسلطون علي النساء. ويحتوي الكتاب المقدس علي الكثير من الآيات التي قد تبدو للبعض أنها تميز الرجال عن النساء. هل هذا يعني أن الله فعلاً يفضل الرجال عن النساء. فينبغي أن نتذكر بأن وصف الكتاب المقدس لحدث ما لا يعني أن الكتاب المقدس يحثنا علي فعل ذلك الشيء. فعندما يصف الكتب المقدس معاملة الرجال للنساء وكأنهن ممتلكات خاصة لا يعني ذلك أن الكتاب المقدس يحث الرجال اليوم علي التصرف بذلك الشكل. وفي بعض الأحيان نجد أجزاء كتابية الغرض المقصود ليس لتوجيه الأنسان. فالكتاب المقدس يهتم بتوجيه أرواحنا. والله يعلم أن القلب القريب منه ستعكس تصرفاته هذه المعرفة.
ومن خلال الكتاب المقدس، نري في العهد القديم قيادة الرجال للمجتمع والتسلط عليه ونري أن ذلك أنطبق علي جميع المجتمعات المختلفة في العالم . وحسب عرف مجتمعنا الحديث يعتبر ذلك تمييز جنسي. ومن خلال التاريخ نري أن الله قد وضع أسس التعامل الأجتماعي ولكن مثل كل الأشياء الأخري غير الأنسان الساقط قوانين الله وهنا نري التفضيل السافر للذكور وعدم تحقيق المساواة للنساء. فالتمييز الموجود في عالمنا اليوم ليس بشيء جديد علي البشرية. فهو نتيجة طبيعية لسقوط الأنسان وتمرده علي الله. ولذا وبكل ثقة يمكننا أن نقول أن التمييز الجنسي هو نتيجة لخطيئة الأنسان وعمل يديه. وان كان الكتاب المقدس يذكر ذلك فهو قطعاً لايشجع عليه.
وان أردنا أن نعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع الناس يجب علينا أن ننظر الي ما هو موجود في الكتاب المقدس اذ أنه أيضاً يحتوي أسس كيفية التعامل مع الخطيئة التي هي مرض البشرية كلها مما يتضمن التمييز.
ونري أن صليب المسيح يضع الكل سواسية. ففي يوحنا 16:3 يقول "كل من يؤمن به" فهذا يتضمن جميع الناس وجميع الطبقات الأجتماعية. وأيضاً الآية الموجودة في غلاطية توضح لنا فرصتنا المتساوية في الحصول علي الخلاص "لأنكم جميعاً أبناء الله بالأيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثي، لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع" (غلاطية 26:3-28). ففي الصليب لا تفرقة ولا تمييز.
الكتاب المقدس لا يميز جنس عن آخر. لماذا؟ لأنه يوضح لنا أجرة الخطيئة. ويذكر الكتاب المقدس كل أنواع الخطيئة بما فيها العبودية والأسر وسقوط القادة العظام. وأيضاً يرينا كيفية الخلاص من الخطيئة. فالأجابة أذاً؟ أن يكون لك علاقة حقيقية مع الله. ونري في العهد القديم الذبائح المقدمة عن الخطيئة والوعد بالفادي المخلص الذي سيحمل خطيئة العالم ويصالحنا مع الله. وفي العهد الجديد، ولد "حمل الله الذي سيرفع خطيئة العالم" ومات ودفن وقام ثانية وصعد الي السماء وهناك يجلس عن يمين الآب يتشفع لنا. ومن خلال الأيمان به تغفر خطايانا يما فيها خطيئة التمييز الجنسي.
ونري أن الذي يقوم بتفسيرالكتاب المقدس بأنه يحثنا علي ارتكاب خطيئة التمييز، هو شخص غير عالم بما هو موجود في الكتاب حقاً. ونري أن الكثير من الأهتمام موجه لمعالجة نتائج الخطيئة في حين أننا ننسي أن نعالج المصدر نفسه وهو الخطيئة. فأننا عندما نتصالح مع الله من خلال الرب يسوع المسيح نجد المقدرة علي التعامل مع الآخرين بمساواة "وتعرفون الحق، والحق يحرركم" (يوحنا 32:8).
وأيضاً من المهم أن نفهم أن ما هو مدون في الكتاب المقدس يوضح ما كانت عليه علاقة الرجل والمرأة في ذلك الوقت وليس ما يوصينا به الله. ويوضح الكتاب أن الله يتوقع من الرجل أن يتولي القيادة في منزله وفي الكنيسة. هل يقلل ذلك من وضع المرأة؟ كلا. هل يعني ذلك أن المرأة أقل ذكاء أو مقدرة أو أن اقل في نظر الله؟ كلا بالطبع! ولكن يعني أن في عالمنا الخاطيء الساقط كان لابد وأن يضع الله قوانين ونظام. والله يفعل كل الأشياء لصالحنا وخيرنا. التمييز الجنسي هو انتهاك لهذه القوانيين... وليس تنفيذاً لهذه القوانيين.
هل يميز الله/الكتاب المقدس جنس عن الآخر؟
هل يستمع الله / ويستجيب لصلاة الخاطيء / الغير المؤمن؟
السؤال: هل يستمع الله / ويستجيب لصلاة الخاطيء / الغير المؤمن؟
الجواب: يوحنا 31:9 يقول "ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة. ولكن ان كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع". وهناك المقولة أن الصلاة الوحيدة التي يستمع اليها الله من الخاطيء هي صلاة التوبة. وبسبب ما هو مدون في الآية، فالبعض يعتقد أن الله لا يستمع ولن يستجيب لصلاة الغير مؤمن. ولكن اذا نظرنا الي السياق الكتابي نري أن الآية تخبرنا أن الله لا يصنع المعجزات من خلال الغير مؤمن. والآيات التالية تصف الله كمستمع ومستجيب لصلاة الغير مؤمنيين. يوحنا الأولي 14:5-15 يقول لنا أن الله يستجيب للصلاة ان كانت حسب ارادته. وربما ينطبق نفس المبدأ علي صلاة الغير مؤمن. فأن سأل غير المؤمن شيئاً من الله يتماشي مع ارادة الله فربما تكون ارادة الله أن يستجيب له.
وفي كل من الحالات التالية نجد أن الصلاة كانت لعبت دور هام. وفي حالة أو أثنين استجاب الله لطلبة القلب (رغم أن الكتاب لا يصف أن الطلبة كانت موجهة لله أم لا). وفي بعض الحالات الأخري، نري أن الصلاة ممزوجة بالتوبة. ولكن أيضاً كانت هناك صلوات لأحتياجات أرضية وطلبة بركة وأستجابة الله كانت تنبع من رحمته أو أستجابة لطلبة صادقة من قلب مؤمن به. والآيات التالية ترينا بعض الطلبات المرفوعة من أفراد غير مؤمنون:
شعب مدينة نينوي، يونان 5:3-10 لينقذ الله المدينة.
هاجر واسماعيل، تكوين 14:21-19، تشفع من القلب لأجل ابنها الذي كان قد قارب علي الموت.
آخاب، ملوك الأول 17:21-29 وخاصة الجزء الموجود في الآية 27-29 ، حيث يصوم ويحزن آخاب عند سماع نبؤة ايليا. ويستجيب الله لآخاب بعدم حدوث الكارثة المحققة في الوقت المحدد.
المرأة من طير وصيدون، مرقس 24:7-30، أن يحرر المسيح ابنتها من مس الشيطان.
كورنيليوس، القائد الروماني، أعمال الرسل 10 ونري أن الطلبة غير مذكورة (أعمال 30:10) ولكن نري الأستجابة برؤيته طريق الخلاص.
الله يعطي وعوداً تنطبق علي المؤمن والغير مؤمن سواسية مثل الوعد الموجود في أرميا 13:29 : "وتطلبونني فتجدونني اذ تتطلبونني بكل قلبكم". وهذا ماحدث مع كورنيليوس في أعمال الرسل 1:10-16. ولكن توجد الكثير من الوعود التي نخص المؤمن فقط. وبسبب قبول المسيحيون للمسيح في حياتهم، فأن الكتاب المقدس يذكرهم بأن يأتوا الي العرش عند احتياجهم (عبرانيين 14:4-16). وأنه مكتوب أن سألنا أي شيء حسب ارادته سيعطي لنا (يوحنا الأولي 14:5-15). وهناك الكثير من الوعود المقدمة للمسيحي بخصوص الصلاة (متي 22:21 ويوحنا 13:14 ويوحنا 7:15). فنعم، هناك بعض الأمثلة علي أن الله لا يستجيب لغير المؤمن. ولكن برحمتة ونعمته يتدخل الله في حياة الغير مؤمن بسبب صلاة الفرد واتجاه قلبه.
هل يستمع الله / ويستجيب لصلاة الخاطيء / الغير المؤمن؟
ما هو المعني بأن الله اله غيور (خروج 20:5 وتثنية 24:4)؟ اليست الغيرة شيء خاطيء (غلاطية 20:5)؟
السؤال: ما هو المعني بأن الله اله غيور (خروج 20:5 وتثنية 24:4)؟ اليست الغيرة شيء خاطيء (غلاطية 20:5)؟
الجواب: من المهم أن نفهم كيفية استخدام كلمة غيور. فالتعبير المستخدم في سفر الخروج 5:20 لوصف الله يختلف عن التعبير المستخدم لوصف خطيئة الغيرة (غلاطية 20:5). فعندما نستخدم تعبير غيور فأننا نصف شخصاً حاقد علي شيء لا يمتلكه. فالشخص يمكن أن يغار من شخص آخر يمتلك سيارة أو منزل أفضل مما لديه (ممتلكات). أو ربما يغار الشخص من آخر بسبب مواهب أو قدرات معينة مثل (المواهب الرياضية). بل وربما يغار الشخص من آخر أفضل منه في المظهر والشكل.
فبالتدقيق في الآية نري أن الله لا يغار أو يحقد علي شيء يبغي أن يمتلكه. خروج 4:20-5 يقول: "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني أنا الرب الهك اله غيور". فلاحظ أن في الأية المعني واضح أن الله يغار من أن يعطي شخصاً ما شيء لله لأله آخر.
ففي هذه الآيات، يتحدث الله عن الأشخاص الذين يصنعون أصناماً ويقوموا بعبادتها بدلاً من عبادة الله وحده. والله يعلمنا (في الوصايا العشر) الا نعبد أو ننحني لأله غيره. فللتلخيص، أنه من الخطيئة أن نشتهي أو نحقد أو نغار من شخص ما يمتلك شيئاً لا نمتلكه. ولكن عندما يتحدث الكتاب عن غيرة الله، فهذا أمر مختلف تماماً حيث أن الله غيور علي مايمتلكه، علي خاصته، وعلي أن السجود والعبادة والتسبيح له وحده.
وربما يساعدنا مثل عملي لفهم الفرق بين النوعين من الغيرة. أن غيرة الرجل علي زوجته من حقه لأنها زوجته. فهذا لا يعتبر خطيئة. ولكنه رد فعل طبيعي. ولكن تعتبر الغيرة خطيئة عندما تبتغي شيء لا يخصك. والتسبيح والحمد والعبادة تخص الله وحده فهو وحده المستحق. فلذا أنه من الطبيعي ومن حق الله أن يغار عندما يقوم الناس بعبادة آلهة أخري. وهي تماماً ما وصفه الرسول بولس في كورنثوس الثانية 2:11، "فأني أغار عليكم غيرة الله".
ما هو المعني بأن الله اله غيور (خروج 20:5 وتثنية 24:4)؟ اليست الغيرة شيء خاطيء (غلاطية 20:5)؟
هل يمكن اثبات وحدانية الله؟
السؤال: هل يمكن اثبات وحدانية الله؟
الجواب: تعريف وحدانية الله – كلمة وحدانية الله تعني الأيمان بأله واحد. وخاصة الأيمان بالله الواحد الخالق، الثابت، والذي سيحاسب الخليقة. والأيمان بوحدانية الله يختلف تماماً عن المعتقدات التي تعضد الأيمان بعدة آلهة تحت سلطة اله واحد. وأيضاً يختلف تماماً مع المعتقد الذي يؤمن بتعدد الآلهة.
وهناك العديد من الحجج التي تعضد وحدانية الله من منطلق (كتابي)، أو طبيعي (فلسفي)، وكذلك التاريخ الأجتماعي. وسنحاول توضيح بعض النقاط ولكن يجب الأخذ في الأعتبار أن هذه ليست قائمة حجج مكتملة.
الحجة الكتابية للتوحيد بالله – تثنية 35:4 يقول، "انك قد أريت لتعلم أن الرب هو الاله. ليس آخر سواه". وتثنية 4:6، "الرب الهنا رب واحد". ملاخي 10:2أ، "اليس أب واحد لكلنا؟ اليس اله واحد خلقنا؟" كورنثوس الأولي 6:8 "لكن لنا اله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به". أفسس 6:4 "اله وآب واحد للكل، الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم". تيموثاوس الأولي 5:2 "لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الأنسان يسوع المسيح". يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!".
ومن الواضح أن كثير من الناس لن يقتنعوا بوحدانية الله لمجرد أن ذلك مدوناً في الكتاب المقدس. وذلك لأنه أن لم يكن الأنسان يؤمن بالله أولاً فمن الطبيعي اذاً ألا يؤمن بكلمته. ولكن يمكن أن يقول البعض أن تعاليم الكتاب المقدس حجة مقبولة نظراً لما فيه من معجزات وآيات. وأيضاً تعاليم المسيح الذي أثبتت أنه الله أو علي الأقل أنه مرسل من الله من خلال ولادته المعجزية وحياته و معجزاته وقيامته. وبما أن الله لا يكذب ولا يكذب عليه. فأن ما علمه المسيح كان حقاً. وربما لا تبدو هذه الحجة غير مقنعة للذين لا يعرفون عن حياة المسيح المعجزية ولكنها بداية جيدة للذين يعرفون ذلك.
الحجة التاريخية لوحدانية الله – النظريات الشهيرة غالباً ما تكون موضع شك الباحث، ولكن من الشيق معرفة تأثير معتقد وحدانية الله علي شعوب كثيرة. ونظرية تطور الأديان الشهيرة تنبع من نظرية التطور العامة. وكما في علم الأجتماع برؤية أن المجتمعات البداية في بداية مرحلة التطور الديني. ولكن المشكلة في هذه النظرية تكمن في الآتي: (1) نوعية التطور المذكور لم يدرس في أي حالة بل العكس صحيح في معظم الحالات. (2) التعريف الأجتماعي للمجتمع البدائي يعتمد علي التطور التكنولوجي وهي نظرية سطحية لمقادير أجتماعية معقدة.
(3) المراحل المذكورة غالباً ما تكون مفقودة أو مهملة. (4) أخيراً، كثير من المجتمعات المتعددة الآلهة لها تاريخ يتعلق بالتوحيد. ونجد أن معتقد الله الواحد كان معتقد شخصي باله مذكر، يعيش في السماء، له قدرة ومعرفة عظيمة، خلق العالم، وأعطي قوانيين الأخلاق التي يجب علينا اتباعها، ولكننا لم نتبعها، فانفصلنا عن الله، ولكنه صنع طريقة للمصالحة. ونجد أن كل دين موجود اليوم كان يحمل سمات هذا الأله الواحد قبل أن تنضم آلهة أخري في هذا المعتقد. فهذا يعني أن معظم الأديان بدأت بتوحيد الله ثم اتجهت الي تعدد الآلهة، والسحر، وعبادة الأوثان – وليس العكس. (فيما عدا الدين الأسلامي حيث أنه دائما ما نادي بوحدانية الله). وحتي مع الذين يؤمنوا بتعدد الآلهة نجد أن المؤمن بذلك يؤمنون بأنه هناك اله أسمي من كل الآلهة وكل الآلهة الأخري تعمل كوسطاء.
الحجج الفلسفية / اللاهوتية للتوحيد بالله – هناك الكثير من الحجج الفلسفية التي تؤكد استحالة وجود أكثر من اله. وللأسف لا يتسع المكان في هذه الأجابة القصيرة لشرح هذه الحجج القوية بالتفصيل. ولكن بالتأكيد هذه الحجج قد نوقشت وأثبتت منذ الألف حول (ومعظمها أشياء واضحة). وبأختصار، فالتالي ثلاثة من تلك الحجج:
1. ان كان هناك أكثر من اله فكان الكون لايسير باتفاق بسبب وجود أكثر من خالق وأكثر من سلطة، ولكن نجد أن الكون في حالة تناغم ، لذا لابد وأن هناك اله واحد.
2. حيث أن الله كامل، لا يعقل أن يكون هناك اله آخر حيث أن أي اله آخر لابد وأن يحمل صفات مختلفة عن الله والأختلاف عن الكامل يجعل هذا الاله الآخر غير كامل وبهذا لا يكون الهاً.
3. حيث أن الله أبدي أزلي، فلا يمكن أن يتجزأ. فأن كينونته جزء منه (به ومنه كل الأشياء) ولايمكن أن يضاف أو ينقص منه أي شيء. فلذا لايمكن أن يكون هناك أكثر من اله. فأي اله آخر مختلف في كينونته لن يكون موجوداً من الأصل.
ربما يرجح البعض أن هذه الآلهة آلهة ثانوية. وبالرغم من أن ذلك غير كتابي فأن أفترضنا أن ذلك صحيحا فأنه شيء غير منطقي لأن بهذا تكون تلك الآلهة محدودة ، بل وأشياء مخلوقة ربما مثل الملائكة (مزمور 82). هذا لا يتعارض مع نظرية الله الواحد، التي تعلمنا أنه هناك الكثير من المخلوقات الروحية ولكن بالقطع يوجد اله واحد وهو الله.
هل يمكن اثبات وحدانية الله؟
هل من الخطاء أن نتسأل عن أشياء معينة عن الله؟
السؤال: هل من الخطاء أن نتسأل عن أشياء معينة عن الله؟
الجواب: المسألة هي ليست التساؤل ولكن الأسلوب الذي نتسأل به والغرض –الذي من أجله- نقوم بالتساؤل. التساؤل عن أشياء معينة عن الله لا يعتبر خطاء في حد ذاته. فالنبي حبقوق كان لديه أسئلة لله عن توقيت وأسلوب تنفيذ الخطة التي أعطاها الله له. وبدلا من معاقبة حبقوق، أجابه الله بصبر. ونري أن ْالنبي حبقوق ينهي سفره بأنشودة حمد لله. وهناك الكثير من التساؤلات في سفر المزامير (مزمور 10، 44، 74، 77). وهذه هي صرخات المحتاجين لله لطلب تدخله لخلاصهم. وبالرغم من أن الله لا يستجيب لتساؤلاتنا دائما بالطرق التي نرغبها، ولكننا نستنتج من هذه الآيات أن الطلبة والتساؤل النابع من قلب صادق هي مقبولة لدي الله.
وأيضاً نجد أن الأسئلة الغير جادة أو المستهترة هي شيء مختلف تماماً. "ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه، لأنه يجب ان الذي يأتي الي الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عبرانيين 6:11). بعد أن عصي الملك شاول الله، لم تستجب طلبته (صموئيل الأول 6:28). فمن الطبيعي أن نتسأل لم سمح الله بحدوث شيء معين في حين أنه من غير المقبول أن نشك في نوايا الله. فهناك فرق بين التعجب وبين الشك في سلطة وشخص الله.
فبأختصار، أن التساؤل من قلب طاهر يبحث عن الحق لا يعتبر خطيئة ولكن الخطيئة هو أن يكون ذلك نابعاً من قلب متمرد أو ناقم أوغير واثق بالله. الله يدعونا لعلاقة حميمة معه. فعندما "نتسأل" يجب أن يصاحب ذلك روح متواضعة وعقل منفتح. يمكننا أن نتسأل كما نريد ولكن لايجب علينا أن نتوقع أجابة الا اذا كنا فعلاً نريد أن نتعلم من الله. الله عالم بدواخل قلوبنا ويعلم ان كنا نبغي أن ينير لنا الله الطريق أم لا. فأتجاه قلوبنا يحدد ان كانت تساؤلاتنا عن الله مرضية أو غير مرضية لله.
هل من الخطاء أن نتسأل عن أشياء معينة عن الله؟
هل رأي أي شخص الله؟
السؤال: هل رأي أي شخص الله؟
الجواب: يخبرنا الكتاب المقدس بأنه لم يري أحد قط الله (يوحنا 18:1) فيما عدا الرب يسوع المسيح. وفي سفر الخروج 20:33، يعلن الله "وقال: "لاتقدر أن تري وجهي، لأن الأنسان لا يراني ويعيش". وهذه الآيات تبدو وكأنها تتعارض مع ما هو موجود في بعض الآيات الأخري التي تصف "رؤية" بعض الأشخاص لله. فعلي سبيل المثال، خروج 19:33-23 يصف موسي وهو يتخاطب مع الله "وجهاً لوجه". فكيف تمكن موسي من مخاطبة الله "وجهاً لوجه" ان كان من غير الممكن أن يري أي شخص الله ويظل حياً؟ في هذا المقطع بالذات، التعبير "وجهاً لوجه" هو مجرد تعبير لغوي يشير الي التقارب الشديد. فقد كان الله يتخاطب مع موسي و"كأنهم" أثنان من البشر يتبادلون حديثاً حميم.
ونجد أن في سفر التكوين 30:32، رأي يعقوب الله متخذاً هيئة ملاك – فهو لم يري الله نفسه. ولقد تملك والدي شمشون الرعب عندما أدركا أنهما قد عاينوا الله (قضاة 22:13)، ولكنهم أيضاً رأوه متخذاً هيئة ملاك. لقد كان المسيح الله في الجسد (يوحنا 1:1 و 14) فعندما كان الناس يروه فأنهم كانوا يروا الله. فالأجابة اذا "نعم" لقد رأي الكثيرون الله. ولكن في نفس الوقت، لم يري أحد قط الله في ملء مجده. فبطبيعتنا البشرية الساقطة، أن أظهر الله نفسه لنا، لهلكنا. لذا، فأن الله يظهر لنا ذاته متخذاً صورة أخري يمكن لنا من خلالها "رؤيته". ولكن ذلك بالطبع يختلف عن رؤية الله في ملء مجده وقدسه. وأن الناس يرون رؤي أو أحلام عن الله – ولكن لم يري أحد قط وجه اللهْ (خروج 20:33).
هل رأي أي شخص الله؟
هل يغير الله فكره؟
السؤال: هل يغير الله فكره؟
الجواب: ملاخي 6:3 يقول "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يابني يعقوب لم تفنوا". ونجد أيضاً أن يعقوب 17:1 يقول "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولاظل دوران". والمعني الموجود في سفر العدد في 19:23 يوضح ذلك "ليس الله انسانا فيكذب ولا ابن انسان فيندم". فالله لا يغير فكره. وهذه الآيات تؤكد لنا أن الله لا يغير ولا يتغير.
وربما نري أن عكس ذلك موجود في آيات أخري مثل ما هو موجود في تكوين 6:6 "فحزن الرب أنه عمل الأنسان في الأرض وتأسف في قلبه". وأيضاً نري أن يونان 10:3 يقول "فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهمالرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" وبالمثل يخبرنا سفر الخروج 14:32 "فندم الرب لي الشر الذي قال انه يفعله بشعبه". فهذه الأعداد تتحدث عن "ندم" الله عن شيء ما. وبالتدقيق فيما هو مذكور في اللغات الأصلية، نجد أن المعني هو حزن الله علي شيء ما وليس تغيير فكره ازاء ذلك الشيء.
ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه في تكوين 6:6 " فحزن الرب أنه عمل الأنسان في الأرض وتأسف في قلبه" يتحدث علي أن ".... قلب الله كان مليء بالحزن." فهذا يؤكد لنا أن الله لم يندم علي خلق الأنسان وأنه غير فكره تجاه الخليقة ولكنه سمح للأنسان بالبقاء من خلال نوح. وكوننا أحياء اليوم هو دليل قاطع أن الله لم يغير فكره تجاه خلق الأنسان. ونري في الآية كيف أخطاء البشر وأن خطيئتهم قد أحزنت قلب الرب. وبتأمل ما هو موجود في يونان 10:3 "فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم، فلم يصنعه" نجد أن نفس التعبير المستخدم للندم مستخدم هنا للتعبير عن حزن الله لما أعده لأهل نينوي ولأنهم رجعوا وتابوا نجد أن الله الذي لا يتغير بين لهم رحمته وذلك من صفات الله.
ويعلمنا الرسول بولس في رومية 23:3 أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله. ورومية 23:6 يوضح أن أجره الخطيئة هي الموت (والأنفصال الروحي والجسدي عن الله). ولذلك فأن أهل نينوي كانوا مستحقين العقاب. وكلنا نتعرض لهذا الموقف ولنا أن نختار أن نخطيء أم لا. وكما نعلم أن الخطيئة تفصلنا عن الله وتستحق العقاب. ولكننا نري هنا أنه حيث أن أهل نينوي قد عصوا الله فقد استحقوا العقاب. ولكننا أيضاً نري أن أهل نينوي قد ندموا وتابوا وبسبب ذلك فقد اختار الله أن يصفح عنهم. هل أرغم ما فعله أهل نينوي الله أن يصفح عنهم؟ كلا، فالله لايمكن أن يرغم علي فعل أي شيء للأنسان. فالله صالح، وقد أختار الا يعاقب أهل نينوي بسبب رجعوهم اليه. وان كان ذلك المقطع الكتابي يدل علي أي شيء، فأنه يدل علي أن الله لا يتغير، فكون الله قد رحم أهل نينوي فهذا فعل يتفق تماماً مع طبيعة الله الصالحة الرحيمة.
والآيات الكتابية التي تصف الله "بتغيير فكره" هي محاولات بشرية لتفسير أفعال الله. فقد كان الله ينوي علي فعل شيء ما ولكننا نري أنه قد قام بعمل شيء آخر. ففي نظرتنا البشرية يمكننا أن نفسر ذلك بأنه تغيير ولكن لا يعتبر ذلك تغيير في فكر الله الذي هو مطلق السلطة والقدرة. ولكن يمكننا أن نري أيضاً مقدرة الله علي تغيير اتجاه البشر. فقد كان يعلم بأنه بتحذير أهل نينوي بالخراب بأنهم سيرجعون اليه. وحذر شعب اسرائيل بالخراب عالماً بأن موسي سيتدخل. فالله لا يندم علي أفعاله، ولكنه يحزن من أفعال البشر. الله لا يغير فكره فأنه ثابت لا يتغير.
هل يغير الله فكره؟
لماذا يسمح الله بالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والعواصف، والسونامي؟
السؤال: لماذا يسمح الله بالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والعواصف، والسونامي؟
الجواب: لماذا يسمح الله بحدوث الزلازل، والعواصف، والفيضانات والسونامي و البراكين، والكوارث الطبيعية الأخري. ومن الطبيعي أن نري أن الكوارث الطبيعية التي حدثت في الأونة الأخيرة مثل السونامي في أسيا وعاصفة كاترينا في الولايات المتحدة جعلت الناس تتسأل عن صلاح الله. ومن المؤسف أنه عند حدوث تلك الأشياء، يتحدث الناس عن "غضب الله" في حين أنهم يتجاهلوا حقيقة منح الله للبشرية جو معتدل لسنين بل عصور متعددة. لقد خلق الله الكون وقوانين الطبيعة (تكوين 1:1). ومعظم الكوارث الطبيعية هي نتيجة لأتباع الكون لتلك القوانين. فالعواصف والفيضانات المدمرة هي نتيجة لتصادم نظامين جويين. في حين أن الزلازل تنتج عن احتكاك أرضي. والسونامي يسببه زلال تحدث تحت سطح الماء.
و الكتاب المقدس يعلن لنا أن يسوع المسيح يتحكم في الطبيعة بجملتها (كولوسي 16:1-17). هل يمكن لله أن يمنع كارثة طبيعية من الحدوث؟ قطعاً! هل يتدخل الله أحياناً في الحالة الجوية؟ نعم، أنظر سفر التثنية 17:11 ويعقوب 17:5. هل يستخدم الله الكوارث الطبيعية أحياناً كعقاب للخطيئة؟ نعم، أنظر سفر العدد 30:16-34. ويذكر سفر الرؤيا أحداث عديدة يمكن تفسيرها بأنها كوارث طبيعية (رؤيا 6 و 8 و 16). هل كل كارثة طبيعية هي نتيجة لغضب الله؟ كلا بالطبع.
وكما يسمح الله للأشرار بأرتكاب أفعال شريرة، فأن الله يسمح لأثار الخطيئة أن تظهر في الأرض. ورومية 19:8-21 يقول لنا، "لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله. اذ أخضعت الخليقة للبطل – ليس طوعاً، بل من أجل الذي أخضعها – علي الرجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستعتق من عبودية الفساد الي حرية مجد أولاد الله". فالبشرية الساقطة لها أثار علي كل شيء مما يتضمن فساد الكون الذي نعيش فيه. فكل شيء مخلوق هو عرضة للتآكل والصداء. فالخطيئة هي السبب الأصلي للكوارث الطبيعية والموت والأمراض والمعاناة.
وبالطبع يمكننا تفسير لم تحدث الكوارث الطبيعية. مالا نفهمه هو لماذا يسمح الله بحدوثها. لماذا سمح الله أن يقضي السونامي علي مائتان خمسه وعشرون الف نسمه في آسيا؟ ولم سمح أن تدمر عاصفة كاترينا منازل مئات الألاف من الناس؟ ولكن ما نعلمه بالقطع هو أن الله صالح. وأن الكثير من المعجزات قد حدث وقت هذه الكوارث ومنعت احتمال القضاء علي أعداد أكبر من الناس. ونجد أن الكوارث الطبيعية ترغم الناس علي تقييم أولوياتهم في الحياة. ولقد تعاون الناس وجهات الأعانة المختلفة في ارسال المئات من الملايين من الدولارات لمحاولة اعادة البناء وتخفيف عناء الناس. وهذه فرصة رائعة للخدمات المسيحية للمساعدة والأرشاد والخدمة والصلاة- وتوجيه الناس للايمان. فالله قادر أن يصنع خيراً حتي من الكوارث (28:8).
لماذا يسمح الله بالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والعواصف، والسونامي؟
هل من الخطأ الشعور بالغضب تجاه الله؟
السؤال: هل من الخطأ الشعور بالغضب تجاه الله؟
الجواب: إن الشعور بالغضب تجاه الله هو أمر صارعه الناس، سواء المؤمنين أو غير المؤمنين، على مر الأجيال والعصور. فعندما يحدث أمر كارثي في حياتنا، نسأل الله هذا السؤال: "لماذا؟" وهذا هو رد فعلنا الطبيعي لما يحدث. ولكن في حقيقة الأمر فإن سؤالنا هو: "لماذا أنا؟" أكثر منه مجرد "لماذا؟". ويشير رد الفعل هذا إلى نقيصتين في تفكيرنا. اولاً، نحن كمؤمنين نعيش متصورين أن الحياة يجب أن تكون سهلة، وأن الله يجب أن يمنع حدوث المصائب لنا. وعندما لا يحدث هذا فإننا نغضب منه. وثانياً، عندما لا نفهم معنى ألوهية الله فإننا نفقد ثقتنا في قدرته على التحكم في الظروف وفي الآخرين وفي قدرتهم على التأثير علينا. عندها نغضب من الله لانه يبدو في نظرنا كما لو أنه فقد السيطرة على الكون وبالأخص السيطرة على حياتنا. عندما نفقد ثقتنا في ألوهية الله يكون السبب هو أن كياننا البشري الضعيف يجاهد للتغلب على الإحباط وعلى عدم سيطرتنا على أحداث حياتنا. عندما تقع أحداث صالحة فإننا في الغالب ما نعزوها إلى إنجازاتنا ونجاحنا البشري. ولكن عندما تحدث أمور سيئة فإننا نسارع بإلقاء اللوم على الله، ونغضب منه لعدم منعها وهذا إشارة إلى النقيصة الأولى في تفكيرنا – القائلة بأننا نستحق أن تكون لنا المناعة ضد الظروف السيئة.
تثبت المصائب حقيقة أننا لسنا نحن المتحكمين في الأمور. إننا جميعنا نعتقد، في وقت أو آخر، أننا يمكن أن نتحكم في ظروف حياتنا بينما الحقيقة هي أن الله هو المتحكم في الخليقة كلها. كل ما يحدث هو بإرادة الله أو بسماح منه. فلا يسقط عصفور صغير الى الأرض دون علم الله (متى 10: 29-31). يمكننا أن نتذمر، وأن نغضب، وأن نلقي اللوم على الله بسبب ما يحدث لنا. ولكن إذا وضعنا ثقتنا فيه وسلمناه آلامنا ومرارتنا، واعترفنا بخطية كبرياءنا في محاولة فرض إرادتنا عليه، فإنه يقدر ويريد أن يمنحنا سلامه وقوته لنعبر أية ظروف صعبة تواجهنا (كورنثوس الأولى 10: 13). يستطيع الكثير من المؤمنين بالمسيح أن يشهدوا على صحة هذه الحقيقة. يمكننا أن نغضب تجاه الله لأسباب عديدة، لهذا علينا أن نقبل حقيقة وجود أمور لا نستطيع أن نتحكم فيها أو نفهمها بعقولنا المحدودة.
إن فهمنا لألوهية الله وسلطانه على كل الظروف يجب أن يصحبه فهمنا لصفاته الأخرى: المحبة، والرحمة، واللطف، والصلاح، والبر، والعدل، والقداسة. إننا نبدأ أن نرى مشاكلنا في ضوء مختلف عندما ننظر إلى ظروفنا من خلال حق كلمة الله التي تخبرنا أن إلهنا المحب القدوس يجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرنا (رومية 8: 28)، وأنه لديه لكل منا خطة وهدف كاملين لا يمكن التلاعب بهما (اشعياء 14: 24؛ 46: 9-10). نعرف أيضاً من كلمة الله أن هذه الحياة لن تكون أبداً حياة فرح وسعادة متصلة. بل إن أيوب يذكرنا أن "الإنسان مولود لمعاناة المتاعب، كما ولدت الجوارح لتحلق بأجنحتها" (أيوب 5: 7)، وأن الحياة قصيرة و "مفعمة بالشقاء" (أيوب 14: 1). إننا عندما نأتي إلى الرب يسوع لننال الخلاص، هذا لا يعني أن يكون لنا الضمان بحياة خالية من المتاعب. بل في الواقع لقد قال الرب يسوع: "في العالم سيكون لكم ضيق"، ولكنه هو "قد غلب العالم" (يوحنا 16: 33) وبهذا نتمكن من أن يكون لنا سلام في قلوبنا رغم العواصف الهائجة من حولنا (يوحنا 14: 27).
أمر واحد مؤكد وهو أن الغضب الغير لائق هو خطية (غلاطية 5: 20؛ أفسس 4: 26-27، 31؛ كولوسي 3: 8). إن الغضب غير المقدس أمر هدَّام، فهو يعطي لإبليس مكاناً في حياتنا، ويمكنه أن يدمر فرحنا وسلامنا إذا تمسكنا به. إن الإصرار على الغضب يسمح للمرارة أن تنبت في قلوبنا. يجب أن نعترف به للرب، ثم في ظل غفران الله يمكننا أن نسلمه تلك المشاعر.
يجب أن نأتي الى الرب في الصلاة بحزننا وغضبنا وآلامنا. يقول الكتاب المقدس في سفر صموئيل الثاني 12: 15-23 أن داود تقدم أمام عرش النعمة مصلياً، وصائماً وباكياً من أجل حياة إبنه المريض. وعندما مات الولد، نهض داود عابداً الله ثم قال لعبيده أنه يعرف أين مضى إبنه وانه سيكون معه يوما ما في محضر الله. صرخ داود الى الرب أثناء مرض الطفل، وبعد ذلك إنحنى في عبادة أمام الله. هذه شهادة رائعة. الله يعرف قلوبنا فلا فائدة من محاولة مداراة مشاعرنا لذلك فإن الحديث مع الله عن مشاعرنا هو أفضل طريقة للتعامل مع حزننا. إذا فعلنا هذا بإتضاع وسكبنا قلوبنا أمامه فإنه يعمل فينا وبهذا يشكلنا لنصبح مشابهين له.
في نهاية الأمر هل يمكن لنا أن نأتمن الله على كل شيء، بما في ذلك حياتنا وحياة أحباؤنا؟ بالطبع يمكننا ذلك! إلهنا إله عطوف، مملوء بالمحبة والنعمة، وكتلاميذ للمسيح يمكننا أن نأتمنه على كل شيء. عندما تحدث لنا مصائب، نحن نعلم أن الله يمكنه أن يستخدمها ليقربنا إليه ولتقوية إيماننا ولنضوجنا وكمالنا (مزمور 34: 18؛ يعقوب 1: 2-4). وبهذا يمكننا أن نكون نحن سبب تعزية للآخرين (كورنثوس الثانية 1: 3-5). ولكن هذا يسهل قوله أكثر من فعله. إنه يتطلب تسليم إرادتنا يومياً لإرادة الله، ودراسة شخصية وصفات الله بجدية من كلمة الله، والمداومة على الصلاة ثم تطبيق ما نتعلمه في ظروفنا الخاصة. عندما نفعل هذا سوف يأخذ ايماننا في النمو والنضوج مما يجعله أسهل بالنسبة لنا أن نثق في الله في المصائب التالية التي لابد وأن تصادفنا.
لهذا، لكي نجيب على هذا السؤال إجابة مباشرة نقول نعم، إنه من الخطأ أن نغضب من الله. فالشعور بالغضب من الله هو نتيجة عدم المقدرة أو عدم الرغبة في الثقة بالله حتى عندما لا نفهم ما هو صانعه. إن الشعور بالغضب تجاه الله يعني في الأساس أمننا نقول لله أنه أخطأ وهذا ما لا يفعله أبداً. هل يتفهم الله مشاعر الإحباط والغضب وخيبة الأمل التي قد نشعر بها تجاهه؟ نعم، فهو يعرف قلوبنا ويعرف مقدار قسوة وصعوبة الحياة في هذا العالم. هل هذا يعني أنه من الصواب أن نغضب تجاه الله؟ بالتأكيد كلا. فبدل أن نغضب من الله علينا أن نسكب قلوبنا أمامه في الصلاة ثم نثق أنه هو المتحكم في الأمور وأن خطته كاملة وصالحة.
هل من الخطأ الشعور بالغضب تجاه الله؟
هل توجد حجة تثبت وجود الله؟
السؤال: هل توجد حجة تثبت وجود الله؟
الجواب: إن الجدل حول وجود دليل وحجة قاطعة على وجود الله لهو جدل قائم ومستمر عبر الأزمنة، وقد ساند المفكرين والعباقرة جانبي هذا الجدال. وفي الزمن المعاصر نجد أن الحجة على عدم وجود الله بدأت تأخذ روحاً ثورية متهمة كل من يجروء على الإيمان بوجود الله بأنه شخص واهم وغير منطقي. وقد أكَّد كارل ماركس بأن كل من يؤمن بالله لابد وأنه يعاني خللاً عقلياً يسبب هذا التفكير المريض. كما كتب عالم النفس سيجموند فرويد أن أي شخص يؤمن بوجود إله خالق هو شخص واهم يتمسك بهذه المعتقدات نتيجة عامل "تحقيق الأماني" الذي ينتج عنه ما اعتبره فرويد موقفاً غير مبرر. وقال الفيلسوف فريدريك نيتشه بكل صراحة أن الإيمان هو بمثابة رفض الحقيقة. إن أصوات هؤلاء الثلاثة القادمة من الماضي (بالإضافة إلى آخرين) يتم ترديدها الآن ببساطة بواسطة جيل جديد من الملحدين الذين يدعون أن الإيمان بالله لا سند عقلاني له.
فهل هذه هي الحقيقة؟ هل من غير المقبول الإيمان بالله؟ هل توجد حجة منطقية معقولة تؤكد وجود الله؟ ودون الرجوع الى الكتاب المقدس، هل يمكن إثبات وجود الله بحيث تدحض حجج كل من الملحدين القدماء والجدد وتقدم أسانيد كافية للإيمان بالخالق؟ الإجابة هي نعم! هذا ممكن. وأكثر من ذلك فإن إظهار صحة دليل وجود الله يبرهن ضعف منطق مبدأ الإلحاد.
لكي نبرهن على وجود الله يجب أن نبدأ بطرح الأسئلة الصحيحة. نبدأ بأكثر الأسئلة الميتافيزيقية الأساسية: "لماذا يوجد الوجود بدلا من العدم؟" هذا هو السؤال الأساسي عن الوجود – لماذا نوجد؛ لماذا توجد الأرض؛ لماذا يوجد الكون بدلاً من العدم؟ قال أحد اللاهوتيين في تعليقه على هذا السؤال: "إن الإنسان لا يسأل عن الله، بل إن وجود الإنسان في حد ذاته يتحدث عن وجود الله."
عندما نفكر في إجابة هذا السؤال نجد أربعة إجابات محتملة لوجود الأشياء بدلا من العدم:
1. الحقيقة هي سراب.
2. الحقيقة مخلوقة بذاتها.
3. الحقيقة موجودة بذاتها (أبدية).
4. الحقيقة مخلوقة بواسطة شيء قائم بذاته.
فأي هذه الإجابات هي الإجابة الصحيحة؟ دعونا نبدأ بالقول بأن الحقيقة هي مجرد سراب أو وهم، وهذا ما تؤمن به عدد من الديانات الشرقية. وهذا الإفتراض تم رفضه منذ عدة قرون بواسطة الفيلسوف رينيه ديكارت المشهور بعبارته: "أنا أفكر إذا أنا موجود". وقد قال ديكارت، وهو من علماء الحساب، أنه طالما هو يفكر إذا هو لابد "موجود". بكلمات أخرى: "أنا أفكر لذلك أنا لست سراباً." فالوهم أو السراب يتطلب وجود شيء يتعرف عليه كسراب، وفوق هذا لا يمكنك أن تشك في وجودك دون أن تبرهن على وجودك؛ لهذا فهي جدلية تدحض ذاتها. لهذا يستبعد الفرض بأن الحقيقة مجرد وهم.
بعد ذلك تأتي فرضية أن الحقيقة قائمة بذاتها. عندما ندرس الفلسفة فإننا نتعلم عن "العبارات الخاطئة" أي أنها خاطئة من أصلها. إن إحتمال كون الحقيقة مخلوقة من ذاتها هي إحدى تلك العبارات لسبب بسيط وهو أن الشيء لا يوجد قبل ذاته. إذا خلقت نفسك هذا يعني أنك كنت موجوداً قبل أن تخلق ذاتك، وهذا ببساطة لا يمكن أن يحدث. في إطار نظرية التطور يشار إلى هذا أحياناً على أنه "النشوء التلقائي" – شيء ينبع من لا شيء – وهذا أمر لم يعد الكثير من العقلاء يؤمنون به لأنك ببساطة لا يمكن أن تحصل على شيء من لاشيء. وحتى ديفيد هيوم الملحد قال: "لم أتبنى يوماً مقولة غير معقولة مثل القول بأن أي شيء يمكن أن ينبع دون سبب". وبما أن الشيء لا يمكن أن يأتي من العدم فإن إحتمالية كون الحقيقة مخلوقة من ذاتها هي إحتمالية مرفوضة.
الآن يتبقى لدينا إختيارين فقط – حقيقة أزلية أو حقيقة مخلوقة بواسطة شيء أزلي: كون أزلي أو خالق أزلي. وقد لخص جوناثان إدواردز أحد معلمي اللاهوت في القرن الثامن عشر هذا في الآتي:
• شيء موجود.
• لا يخلق الشيء من العدم.
• لذلك يوجد "شيء" أزلي وضروري.
لاحظ هنا أنه لا بد من الرجوع إلى "شيء" أزلي. فالملحد الذي يسخر من الذين يؤمنون بالله من أجل إيمانهم في خالق أزلي عليه أن يرجع ويتقبل وجود كون أزلي؛ فهذا هو الخيار الوحيد المتاح له. ولكن السؤال الآن هو إلى أين يقود هذا الدليل؟ هل يشير هذا الدليل إلى وجود العقل قبل المادة أم المادة قبل العقل؟
حتى هذا اليوم، تشير كل البراهين العلمية والفلسفية بعيداً عن الكون الأزلي وتتجه نحو خالق أزلي. ومن وجهة النظر العلمية فإن العلماء الأمناء يقرون بأن الكون له بداية وما له بداية فهو ليس أزلي. بكلمات أخرى، فإن ما له بداية له سبب، وإذا كان الكون له بداية فهناك سبب لوجوده. وحقيقة أن الكون له بداية تؤكدها أدلة مثل القانون الثاني للتفاعل الحراري، الصدى الإشعاعي للإنفجار العظيم الذي تم إكتشافه في بداية القرن العشرين، وحقيقة أن الكون يتمدد ويمكن تتبع بدايته إلى نقطة محددة، ونظرية آينشتاين النسبية. كل هذه تثبت أن الكون ليس أزلي.
أكثر من هذا، فإن القوانين المتصلة بالسببية تناقض كون الكون المصدر النهائي لكل ما نعرفه لسبب بسيط: النتيجة يجب أن تعكس سببها. وبناء عليه فلا يمكن لأي ملحد أن يفسر كيف يمكن لكون بلا شخصية أو معنى أو هدف أو أخلاق، أن يخلق بالصدفة كائنات (نحن) لها شخصية وهدف ومعنى وأخلاق. هذا الأمر، من وجهة النظر السببية، يدحض تماماً فكرة الكون الطبيعي الذي تولد منه كل الأشياء الكائنة. لهذا في النهاية، فإن مفهوم الكون الأزلي أمر مستبعد.
يلخص الفيلسوف ج. س. ميل (وهو ليس مسيحي) ما توصلنا إليه: "من الواضح جلياً أن "العقل" فقط هو ما يستطيع أن يخلق عقلاً." فالنتيجة المنطقية الوحيدة هي أن خالقاً أزلياً هو سبب وجود الحقيقة كما نعرفها. ويمكن التعبير عن هذا بهذه العبارات المنطقية:
• شيء موجود.
• الشيء لا يأتي من العدم.
• لهذا يوجد "شيء" أساسي و أزلي.
• الخيارين الوحيدين هما كون أزلي وخالق أزلي.
• لقد دحض العلم والفلسفة نظرية وجود كون أزلي.
• إذاً يوجد خالق أزلي.
علَّق لي ستروبل الملحد سابقاً، والذي وصل إلى هذه النتيجة منذ سنوات عديدة مضت قائلاً: "أدركت أساساً أنه لكي أظل ملحداً يجب أن أؤمن أن لا شيء ينتج كل شيء؛ العدم يعطي الحياة؛ العشوائية تنتج الدقة؛ الفوضى تنتج المعرفة؛ اللاوعي ينتج الوعي؛ واللامنطق ينتج المنطق. هذه الخطوات الإيمانية كانت كبيرة جداً بالنسبة لي، خاصة في ضوء القضية المؤكدة لوجود الله... بكلمات أخرى، في تقديري فإن النظرة المسيحية إلى العالم تبرهن على مجمل الأدلة أفضل كثيراً من النظرة الإلحادية إلى العالم."
ولكن السؤال التالي الذي يجب أن نجيب عنه هو هذا: إذا وجد خالق أزلي (وقد برهننا أنه موجود) فما نوعية هذا الخالق؟ هل يمكننا أن نستدل عليه من الأشياء التي خلقها؟ بكلمات أخرى، هل يمكننا أن نفهم السبب من نتائجه؟ الإجابة هي نعم، يمكن ذلك، بأن نفترض السمات الآتية:
• لابد أنه فائق للطبيعة بطبيعته (حيث خلق الوقت والفضاء).
• لابد أنه قوي (بصورة فائقة).
• لابد أنه أزلي (موجود بذاته).
• لابد أنه كلي الوجود (خلق المكان ولكنه غير محدود به).
• لابد أنه يفوق الزمن ولا يتغير (خلق الوقت).
• لابد وأنه يفوق المادة (لأنه يفوق المكان والمادة).
• لابد وأنه شخصي (الغير شخصي لا يخلق الشخصية).
• لابد وأنه لانهائي ومتفرد لأنه لا يمكن أن يجتمع لا نهائيين.
• لابد وأنه متنوع في وحدة حيث توجد الوحدة والتنوع في الطبيعة.
• لابد وأنه عاقل (بصورة فائقة). فقط الكائن العاقل يمكن أن ينتج كائن عاقل.
• لابد وأنه له هدف حيث خلق كل الأشياء بقصد محدد.
• لابد وأنه كائن أخلاقي (لا يمكن أن يكون هناك قانون أخلاقي دون وجود من يقدمه).
• لابد وأنه يهتم (وإلا لم يكن ليعط أية قوانين أخلاقية).
ولكون هذه الأمور صحيحة، فإننا نسأل ما إذا كانت أي ديانة في العالم تتحدث عن خالق كهذا؟ الإجابة هي نعم: إن إله الكتاب المقدس ينطبق عليه هذا الوصف بالتمام. فهو فائق للطبيعة (تكوين 1: 1)، قوي (ارميا 32: 17)، أبدي (مزمور 90: 2)، كلي الوجود (مزمور 139: 7)، غير محدود بالوقت/لا يتغير (ملاخي 3: 6)، غير مصنوع من مادة (يوحنا 5: 24)، شخصي (تكوين 3: 9)، ضروري (كولوسي 1: 17)، متميز ومتفرد (إرميا 23: 24، تثنية 6: 4)، متنوع في وحدة (متى 28: 19)، عاقل (مزمور 147: 4-5)، له هدف (إرميا 29: 11)، أخلاقي (دانيال 9: 4) ومهتم (بطرس الأولى 5: 6-7).
أمر أخير نتحدث عنه في موضوع وجود الله هو مدى إمكانية تبرير مواقف الملحدين. بما أن الملحد يقرر بأن موقف المؤمنين هو غير سليم، فمن المنطقي أن نعيد توجيه السؤال ذاته إليه. أول شيء علينا أن نفهمه هو أن إدعاء الملحدين – "عدم وجود إله"، وهذا هو معنى الإلحاد – هو إدعاء لا سند له من الجهة الفلسفية. يقول الفيلسوف والعالم القانوني مورتيمر آدلر "يمكن برهان نظرية وجود إيجابية، أما نظرية الوجود السلبية – تلك التي تنفي وجود شيء - فلا يمكن برهانها." مثلا: يمكن أن يدعي شخص ما وجود نسر أحمر ويمكن أن يؤكد شخص آخر عدم وجود نسر أحمر. فالأول يحتاج فقط أن يجد نسر أحمر واحد ليثبت مقولته. ولكن الثاني يجب أن يمشط الكون كله ويوجد في كل مكان في نفس الوقت حتى يتأكد ألا يفوته أي نسر أحمر في أي مكان في أي وقت، وهذا من المستحيل عمله. لهذا يعترف الملحدين الصادقين في عقلانيتهم أنهم لا يمكن أن يبرهنوا عدم وجود الله.
ثم من المهم أن نفهم أهمية وخطورة الإدعاءات وكمية البراهين المطلوبة للتحقق من نتائج معينة. فمثلاً: لو وضع أحدهم إناءين من الليموناضة أمامك وقال لك أن طعم أحدهم قد يكون لاذعاً أكثر من الآخر، وبما أن عاقبة الحصول على مشروب لاذع قليلاً ليست خطيرة فلن تحتاج إلى دليل كبير لكي تختار بينهما. ولكن إذا أضاف مضيفك السكر إلى أحدهما وسم الفئران في الآخر فإنك تحتاج إلى دليل قاطع عن مكوناتهما قبل أن تختار بينهما.
هذا هو موقف الشخص الذي يختار بين الإلحاد والإيمان بالله. بما أن الإلحاد قد ينتج عنه عواقب دائمة وأبدية، إذاً يجب أن يطلب من الملحد أن يقدم دليل قوي لا يدحض يساند موقفه، ولكنه لا يستطيع. الإلحاد ببساطة لا يمكنه أن يواجه إمتحان برهان الإدعاءات الخطيرة التي يقدمها. ولكن بدلا من ذلك فإن الملحد وأولئك الذين يقنعهم بموقفه يذهبون إلى الأبدية وهم يأملون ألا يفاجأوا بالحقيقة المرة بوجود الأبدية بالفعل. كما يقول موريمر آدلر: "إن العواقب الناتجة عن الإيمان بالله أو إنكاره تفوق العواقب الناتجة عن أي أمر آخر."
إذا هل الإيمان بالله له مبرر أو سند منطقي؟ هل توجد جدلية منطقية لوجود الله؟ بكل تأكيد. بينما يدعي ملحدين مثل فرويد أن الذين يؤمنون بالله لديهم رغبات وأماني يتمنون تحقيقها، ربما يمون الواقع هو أن فرويد وأتباعه هم الذين يعيشون على الأماني: أي تمني عدم وجود إله، أو محاسبية، وبالتالي لا دينونة. ولكن إله الكتاب المقدس يثبت خطأ فرويد بأن يؤكد وجوده وحقيقة أن الدينونة بالتأكيد قادمة لأولئك الذين يعرفون في قلوبهم حقيقة وجوده ولكنهم يقمعون تلك الحقيقة (رومية 1: 20). أما الذين يتجاوبون مع برهان وجود الخالق فإنه يقدم لهم طريق الخلاص الذي تممه من خلال إبنه يسوع المسيح "أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ." (يوحنا 1: 12-13)
هل توجد حجة تثبت وجود الله؟
هل من الخطأ الشعور بخيبة الأمل في الله؟
السؤال: هل من الخطأ الشعور بخيبة الأمل في الله؟
الجواب: إن الشعور بخيبة الأمل في الله ليس بالضرورة خاطئاً أو خطيئة؛ بل هو جزء من حالة الإنسان. فـ "خيبة الأمل" تعني الشعور بعدم الرضى عندما لا تتحقق آمال أو رغبات أو توقعات الإنسان. عندما لا يفلح الله في إشباع آمالنا أو تحقيق توقعاتنا بالتأكيد ينتج عن هذا الشعور بخيبة الأمل. إذا لم يعمل الله بالطريقة التي نظن أنه يجب أن يعمل بها فإننا لا نرضى عن أداؤه ونشعر بعدم الرضى. وهذا قد يؤدي إلى تذبذب إيماننا في الله وخاصة ثقتنا في سلطانه وصلاحه.
عندما لا يتصرف الله حينما نظن أنه يجب عليه التصرف فهذا ليس بسبب أنه غير قادر أن يعمل. بل ببساطة هو يختار ألا يعمل. وفي حين قد يبدو هذا غير منطقي من جانبه إلا أن العكس تماماً هو الصحيح. فالله يختار أن يعمل أو لا يعمل وفقاً لخطته الكاملة المقدسة لكي يحقق أهدافه الكاملة البارة. فلا يحدث شيء خارج إرادة الله. هو المتحكم في كل ذرة تسبح في الفضاء، وإرادته تشمل كل فعل وكل قرار يتخذه كل إنسان في كل مكان في العالم في كل الأوقات. وهو يقول لنا في إشعياء 46: 11 "دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ." حتى الطيور جزء من خطته الأزلية. وأكثر من هذا، تأتي أوقات يختار فيها الله أن يعلن لنا خطته (إشعياء 46: 10) وأوقات أخرى لا يختار ذلك. أحيانا نفهم ما هو فاعله؛ وأحيان أخرى لا نفهم (إشعياء 55: 9). ولكن الأمر المؤكد هو: إذا كنا ملك للرب، فإن كل ما يفعله هو لخيرنا سواء فهمناه أم لا (رومية 8: 28).
إن مفتاح تجنب الشعور بخيبة الأمل من الله هو أن تتوافق إرادتنا مع إرادته وأن نخضع لمشيئته في كل شيء. فإن فعلنا هذا لن نحفظ أنفسنا من الشعور بخيبة الأمل فحسب بل سنبعد التذمر والشكوى من أمور حياتنا. لقد تذمر شعب إسرائيل في البرية وشكوا في الله في مناسبات عدة رغم أنهم كانوا قد شهدوا عمل قدرته المعجزية عندما إنشق البحر الأحمر، وعندما أعطاهم المن والسلوى، وعندما تبعهم مجد الرب في شكل عامود من النار (خروج 15-16؛ عدد 14: 2-37). ورغم أمانة الرب المستمرة تجاه شعبه إلا أنهم تذمروا على الله وشعروا بخيبة الأمل لأنه لم يتصرف بالكيفية التي ظنوا أنه يجب أن يتصرف بها. فعوضاً عن التسليم لمشيئته والثقة فيه كانوا في حالة من الإرتباك والتخبط الدائمين.
عندما نجعل إرادتنا متفقة مع إرادة الله وعندما نقول مع المسيح: "لتكن إرادتك لا إرادتي" (لوقا 22: 42) فإننا حينها نعرف القناعة التي تحدث عنها بولس في رسالتي تيموثاوس الأولى 6: 6-10 وفيلبي 4: 11-12. لقد تعلم بولس أن يكون مكتفياً بأي شيء يسمح به الله له. كان يثق في الله وخضع لمشيئته عالماً أن الإله القدوس البار الكامل المحب الرحيم يجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير لأن هذا هو ما وعد به. عندما نرى الله من هذا المنظور لا يمكن أن نشعر بخيبة الأمل فيه. بل نحن نسلم ونخضع بإرادتنا لأبينا السماوي عالمين أن إرادته صالحة وأن كل ما يسمح به في حياتنا هو لخيرنا ولمجده.
هل من الخطأ الشعور بخيبة الأمل في الله؟
كيف يمكن أن أدرك مفهوم الله الآب؟
السؤال: كيف يمكن أن أدرك مفهوم الله الآب؟
الجواب: أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ." (يوحنا الأولى 1: 3) تبدأ هذه الآية بفعل أمر: "أنظروا." يريدنا يوحنا أن نلاحظ إظهارات محبة الآب. فقد قدم لنا موضوع محبة الله في الإصحاح السابق (يوحنا الأولى 2: 5، 15) وناقشها بإختصار هنا ثم يشرحها بإسهاب في الإصحاح الرابع. إن هدف يوحنا هم هو وصف نوعية محبة الأب لأبنائه، "أية (مقدار عظمة) محبة". إن الكلمة اليونانية المترجمة "أية" مكررة ستة مرات فقط في العهد الجديد وكلها تشير إلى الدهشة والإعجاب.
من المثير هنا أن نلاحظ أن يوحنا لا يقول: "الآب يحبنا". فبهذا يصف حالة. ولكنه يقول لنا أن الآب "أعطانا" محبته وهذا بدوره يصور المحبة كعمل ويبين مقدار محبة الله. من اللافت للنظر أيضاً أن يوحنا إختار كلمة "الآب" عمداً. هذه الكلمة تشير إلى علاقة أبوة وبنوة. ولكن الله لم يصبح أباً عندما تبنانا كأولاده. فأبوة الله أزلية. فهو الآب الأزلي ليسوع المسيح ومن خلال المسيح هو آب لنا. فنحن ننال محبة الآب وندعى "أولاد الله" من خلال المسيح.
يا له من إمتياز أن يدعونا الله أولاده وأن يقدم لنا التأكيد أننا كأبنائه وارثون مع المسيح (رومية 8: 17). يخبرنا يوحنا أيضاً في إنجيله أن الله يعطي حق البنوة لجميع الذين يؤمنون ويقبلون المسيح رباً ومخلصاً لهم (يوحنا 1: 12). الله يقدم محبنه لإبنه يسوع المسيح ومن خلاله لكل أولاده بالتبني.
عندما يقول يوحنا "هذا ما نحن عليه!" فإنه يعلن حقيقة مكانتنا. الآن، وفي هذه اللحظة بالذات، نحن أولاده. بكلمات أخرى، هذا ليس وعداً سيحققه الله في المستقبل. كلا، فالحقيقة هي أننا بالفعل أولاد الله. لنا أن نتمتع بكل الحقوق والإمتيازات التي يحملها تبنيه لنا، لأننا صرنا نعرف الله كأب لنا. كأبنائه فنحن نختبر محبته. كأبنائه نعترف به أباً لنا لأننا نعرف الله معرفة إختبارية. نحن نضع ثقتنا فيه هو من يحبنا ويدبر إحتياجاتنا ويحمينا كما هو متوقع من الآباء الأرضيين. وأيضاً كما يجب أن يفعل الآباء الأرضيين، فإنه يؤدب أولاده عندما لا يطيعون أو يتجاهلون وصاياه. هو يعمل هذا لمنفعتنا " لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ" (عبرانيين 12: 10).
يصف الكتاب المقدس الذين يحبون الله ويطيعون وصاياه بعدة طرق. نحن وارثون لله، وارثون مع المسيح (رومية 8: 17)؛ نحن كهنوت مقدس (بطرس الأولى 2: 5)؛ نحن خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17)؛ ونحن شركاء في الطبيعة الإلهية (بطرس الثانية 1: 4). ولكن تفوق حقيقة كوننا أبناء الله وأنه هو أبونا السماوي أهمية كل ماسبق وهي أهم من أي لقب أو مكانة أخرى.
كيف يمكن أن أدرك مفهوم الله الآب؟
ما هو مجد الله؟
السؤال: ما هو مجد الله؟
الجواب: إن مجد الله هو جمال روحه. فهو ليس جمال منظور أو مادي، بل هو جمال ينبع من شخصيته، من كيانه. يدعو الكتاب المقدس في رسالة يعقوب 1: 10 الإنسان الغني ليفتخر بإتضاعه، في إشارة إلى أن المجد لا يعني الغنى أو السلطان أو الجمال المادي. هذا المجد يمكنه أن يتوج الإنسان أو يملأ الأرض. نراه في الإنسان وفي الأرض ولكنه لا يأتي منهما؛ هو من الله. إن مجد الإنسان هو في روح الإنسان، التي هي خاطئة ومصيرها الموت ولهذا فهو مدعاة للإتضاع كما تقول الآية. ولكن مجد الله الذي يظهر في كل صفاته مجتمعة لا يموت. فهو مجد أبدي.
يقول إشعياء 43: 7 أن الله خلقنا لمجده. وفي سياق آيات أخرى يمكننا القول أن الإنسان يمجد الله لأنه من خلال الإنسان يمكن أن يرى مجد الله في أمور مثل المحبة، والموسيقى، والبطولة...الخ – الأمور التي هي من الله والتي نحملها في "أواني خزفية" (كورنثوس الثانية 4: 7). نحن الآنية التي "تحمل" مجده. فكل الأشياء التي نستطيع أن نعملها ونحققها مصدرها منه هو. يتعامل الله مع الطبيعة بنفس الطريقة. الطبيعة تظهر مجد الله. يرى الإنسان مجد الله من خلال العالم المادي بطرق عديدة وأحياناً بطرق مختلفة لأناس مختلفين. فقد يبتهج شخص بمنظر الجبال، وآخر يغرم بجمال البحر. ولكن ما هو وراء كليهما (أي مجد الله) يتحدث الى كلا الشخصين ويوصلهما الى الله. بهذه الطريقة يتمكن الله من إعلان ذاته لكل البشر بغض النظر عن الجنس أو الأصل أو المكان. كما يقول مزمور 19: 1-4 "السماء تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه؛ يوم إلى يوم يذيع كلاماً وليل إلى ليل يبدى علماً. لا قول و كلام؛ لا يسمع صوتهم. ....."
يدعو مزمور 73: 24 السماء ذاتها "مجد" الله. ومن المعتاد أن نسمع المؤمنين يتحدثون عن الموت على أنه "إنتقال إلى الأمجاد" والتي هي عبارة مأخوذة من هذا المزمور. عندما يموت الشخص المؤمن فإنه يؤخذ إلى محضر الله وفي محضره سيحاط بالطبع بمجد الله. سوف نؤخذ إلى مكان يسكن فيه حرفياً جمال الله – جمال روحه سيكون هناك، لأنه هو موجود هناك. مرة أخرى نقول إن جمال روحه ( أو جوهر كيانه) هو "مجده". في ذلك المكان لن تكون هناك حاجة لإظهار مجده من خلال الإنسان أو الطبيعة، بل سيكون مرئياً بكل وضوح كما يقول الكتاب في كورنثوس الأولى 13: 12 "فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ."
إن المجد بالمفهوم البشري أو الأرضي هو جمال أو وهج يستقر على المواد الأرضية (مزمور 37: 20، مزمور 49: 17) وبهذا المعنى فإنه جمال يخبو. ولكن السبب في هذا يرجع إلى طبيعة المادة التي هي فانية. إنها تموت وتنحل، ولكن المجد الذي فيها هو مجد الله ويعود إليه عندما يأخذ الموت أو الفساد تلك المادة. تأمل في الرجل الغني المذكور سابقاً. تقول الآية: "ليفتخر... الْغَنِيُّ بِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ." ما معنى هذا؟ إن هذه الآية تحث الرجل الغني لأن يدرك أن الله هو مصدر غناه وسلطانه وجماله، لذا عليه أن يتضع بإدراكه أن الله هو الذي يجعله على ما هو عليه ويمنحه كل ما لديه. وإن معرفته بأنه سيذوي كالعشب هي التي ستجعله يدرك أن الله هو مصدر المجد. مجد الله هو المنبع الذي يفيض منه كل مجد آخر.
بما أن الله هو مصدر كل مجد فإنه لن يحتمل القول بأن المجد يأتي من الإنسان أو من أوثان الإنسان أو من الطبيعة. نرى في إشعياء 42: 8 مثالاً على غيرة الله على مجده. هذه الغيرة على مجده هي ما يتحدث الرسول بولس في رومية 1: 21-25 عندما يتكلم عن كيفية عبادة الناس للمخلوق دوناً عن الخالق. بمعنى آخر فإنهم نظروا إلى الشيء الذي يعبر عن مجد الله وبدلاً من أن يرجعوا الفضل إلى الله فإنهم عبدوا ذلك الحيوان أو الشجرة أو الإنسان وكأن الجمال الذي يمتلكه ينبع من ذاته. هذا هو جوهر الوثنية وهو أمر يتكرر كثيراً. فكل البشر قد إرتكبوا هذا الخطأ في وقت أو آخر. كلنا "إستبدلنا" مجد الله مفضلين عليه "مجد الإنسان".
وهذه غلطة يستمر الناس في إقترافها: أي الثقة في أمور أرضية، أو علاقات أرضية، أو قوتهم أو مواهبهم أو جمالهم أو الصلاح الذي يرونه في الآخرين. ولكن عندما تخبو هذه الأشياء وتفشل كما سيحدث بالتأكيد (لكونها وسائل وقتية لحمل مجد أعظم) فإن هؤلاء الناس يصابون باليأس. ما نحتاج جميعنا أن ندركه هو أن مجد الله ثابت ومستمر وسوف نراه خلال رحلة حياتنا يظهر هنا وهناك، من خلال هذا الشخص أو تلك الغابة، في قصة حب أو ملحمة بطولة، من خلال الواقع أو الخيال أو من خلال حياتنا الشخصية. ولكن في النهاية يرجع المجد كله لله. والطريق الوحيد لله هو من خلال إبنه يسوع المسيح. سوف نجد مصدر الجمال فيه هو في السماء إذا كنا نحن في المسيح. لن يفقد منا شيء. كل الأشياء التي إضمحلت في الحياة سوف نجدها فيه مرة أخرى.
ما هو مجد الله؟
ما معنى أن الله أزلي أبدي؟
السؤال: ما معنى أن الله أزلي أبدي؟
الجواب: إن التعبير "أزلي أبدي" يعنى "بلا بداية أو نهاية". يخبرنا مزمور 90: 2 الآتي عن أزلية وأبدية الله: "مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ." بما أن البشر يقيسون كل شيء بمقياس الزمن فمن الصعي علينا أن نفهم شيء لا بداية ولا نهاية له ولكنه كان موجوداً وسيستمر إلى الأبد. ولكن الكتاب المقدس لا يحاول إثبات وجود الله أو أنه كائن منذ الأزل وإلى الأبد، بل ببساطة يبدأ الكتاب المقدس بعبارة "في البدء...الله..." (تكوين 1: 1) في إشارة إلى أنه منذ بداية الزمن المعروف كان الله موجوداً. فمنذ الأزمان السحيقة بلا حدود وإلى الأزمان الممتدة بلا حدود، منذ العصور الأزلية إلى العصور الأبدية كان الله موجوداً وسيظل موجود إلى الأبد.
عندما دعا الله موسى ليحمل رسالة منه إلى شعب إسرائيل، تساءل موسى ماذا عساه أن يقول لهم لو سألوه عن إسم الله. كانت إجابة الله له معبرة وواضحة: "فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»." (خروج 3: 14). وهذه إشارة إلى كيان الله الحقيقي، الكائن بذاته، وهو رأس كل الكائنات. وهي أيضاً وصف لأبديته وثباته وأمانته في تحقيق مواعيده لأنها تشمل كل الزمان الماضي والحاضر والمستقبل. أي أنني لست فقط ما أنا في الحاضر ولكنني كائن من الماضي وأنا سأظل في المستقبل كما أنا. هذه هي كلمات الله نفسه متحدثاً عن أزليته وأبديته والتي يوجهها الينا على صفحات الكتاب المقدس.
يسوع المسيح، الله المتجسد، قد برهن ألوهيته وأبديته للناس في زمانه بأن أعلن لهم: "قبل أن يولد إبراهيم، أنا كائن" (يوحنا 8: 58). من الواضح هنا أن يسوع كان يقول لهم أنه هو الله المتجسد لأن اليهود عند سماعهم هذه العبارة حاولوا رجمه للموت. فبالنسبة لليهود، فإن إدعاء أي شخص أنه هو الله يعتبر هذا تجديفاً يستوجب الموت (لاويين 24: 16). كان يسوع يقول لهم أنه أزلي أبدي كما أن الآب أزلي أبدي. وقد أعلن يوحنا هذا مرة أخرى فيما يخص طبيعة المسيح: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يوحنا 1: 1) فقبل الأزمان المعروفة كان يسوع والآب واحد في الجوهر وكليهما أزلي أبدي.
يقول الكتاب المقدس في رومية 1: 20 أن طبيعة الله الأزلية وقدرته الأبدية أعلنت لنا من خلال الخليقة. فكل البشر يرون ويفهمون هذا الجانب من طبيعة الله بالإستدلال بالجوانب المختلفة لنظام الخليقة. فالشمس والأجسام السماوية تستمر في مداراتها قرنا بعد قرن. المواسم تتعاقب في أوقاتها المعينة؛ الأشجار تورق في الربيع وتسقط أوراقها في الخريف. وعام تلو الآخر تستمر هذه الظواهر ولا يستطيع أحد إيقافها أو تغيير خطة الله. كل هذه تشهد على قدرة الله الأبدية وخطته الأزلية للأرض. وفي يوم من الأيام سيخلق الله أرضاً جديدة وسماء جديدة وتلك أيضاً ستظل إلى الأبد. ونحن الذين ننتمي إلى المسيح بالإيمان سنظل إلى الأبد أيضاً مشاركين في صورة الله الأبدي الذي خلقنا على شبهه.
ما معنى أن الله أزلي أبدي؟
هل الله عادل؟
السؤال: هل الله عادل؟
الجواب: لحسن حظنا، إن الله غير عادل. فالعدل يعني أن يتلقى الإنسان بالضبط ما يستحقه. العدل في أذهان البعض يعني أن يعامل الجميع سواسية. ولو كان الله عادلاً تماماً لكنا جمعنا قضينا الأبدية في الجحيم ندفع ثمن خطايانا، وهذا هو ما نستحقه فعلاً. لقد أخطأنا جمعاً في حق الله (رومية 3: 23) ولهذا نستحق الموت الأبدي (رومية 6: 23). فلو أخذنا ما نستحقه لكان مصيرنا في بحيرة النار (رؤيا 20: 14-15). ولكن الله ليس عادل؛ بل هو رحيم وصالح، لهذا أرسل يسوع المسيح ليموت على الصليب عوضاً عنا، حاملاً العقاب الذي نستحقه نحن (كورنثوس الثانية 5: 11). كل ما علينا أن نفعله هو أن نؤمن به فنخلص وننال الغفران ويكون لنا بيت أبدي في السماء (يوحنا 3: 16).
ولكن بالرغم من نعمة الله المحبة، فإنه لا يؤمن به أحد من ذاته (رومية 3: 10-18). الله يجذبنا إلى ذاته فنؤمن به (يوحنا 6: 44). الله لا يجذب الجميع، ولكن أناس معينين فقط إختارهم بسلطانه (رومية 8: 29-30؛ أفسس 1: 5، 11). وهذا ليس "عدل" في أعيننا لأنه يبدو وكأن الله لا يعامل الناس سواسية. ولكن الله لا يجب أن يختار أحد. مرة أخرى، من العدل أن يقضي الجميع الأبدية في الجحيم لأن هذا هو ما نستحقه. فإن كان الله يخلص البعض فهذا ليس ظلماً للآخرين الذين لا يخلصون لأنهم يأخذون ما يستحقونه بالضبط.
الذين يختارهم الله ينالون محبة الله ونعمته. ولكن عندما يجذب الله قلوبنا ويفتح أذهاننا تكون لنا جميعاً الفرصة الكاملة للتجاوب مع إعلان الخليقة (مزمور 19: 1-3) ومع الضمير الذي وضعه الله في ذاخلنا (رومية 2: 15) ونتجاوب مع الله. أما الذين لا يقبلونه سينالون ما يستحقونه بسبب رفضهم له. الذين يرفضونه ينالون العقاب العادل (يوحنا 3: 18، 36). الذين يقبلونه ينالون أكثر كثيراً وأفضل كثيراً مما يستحقونه. ولكن ليس هعناك من ينال عقاباً أكثر مما يستحق. فهل الله عادل؟ كلا. شكراً لله فهو أكثر من مجرد إله عادل! الله رحيم وغفور وملآن نعمة – ولكنه أيضاً قدوس وحق وبار.
هل الله عادل؟
ما هو شكل الله؟
السؤال: ما هو شكل الله؟
الجواب: الله روح (يوحنا 4: 24) لهذا فإن هيئته لا تشبه أي شيء يمكن وصفه. يخبرنا الكتاب المقدس في خروج 33: 20 "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ". كبشر خطاة، لا نستطيع أن ننظر إلى الله في كل بهائه ومجده. إن مظهره يفوق الخيال وأكثر بهاء ومجداً من إدراك الإنسان الخاطيء.
يتحدث الكتاب المقدس عن ظهور الله لأناس في مناسبات مختلفة. ولكن لا يجب أن ننظر إلى هذه الأحداث على أنها تصف مظهر الله بالتحديد، بل الله يعلن ذاته من خلالها بطرق نستطيع أن نفهمها. إن شكل الله يفوق مقدرتنا على الإدراك أو الفهم أو الوصف. الله يعطينا لمحات عن شكله ليعلمنا حقائق عن ذاته وليس بالضرورة لكي نكوِّن صورة ذهنية عنه. من المقاطع الكتابية التي تقدم وصفاً مذهلاً عن الله حزقيال 1: 26-28 و رؤيا 1: 14-16.
يعلن حزقيال 1: 26-28 "وَفَوْقَ الْمُقَبَّبِ الَّذِي عَلَى رُؤُوسِهَا شِبْهُ عَرْشٍ كَمَنْظَرِ حَجَرِ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ، وَعَلَى شِبْهِ الْعَرْشِ شِبْهٌ كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ. وَرَأَيْتُ مِثْلَ مَنْظَرِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ كَمَنْظَرِ نَارٍ دَاخِلَهُ مِنْ حَوْلِهِ، مِنْ مَنْظَرِ حَقْوَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَمِنْ مَنْظَرِ حَقْوَيْهِ إِلَى تَحْتُ، رَأَيْتُ مِثْلَ مَنْظَرِ نَارٍ وَلَهَا لَمَعَانٌ مِنْ حَوْلِهَا. كَمَنْظَرِ الْقَوْسِ الَّتِي فِي السَّحَابِ يَوْمَ مَطَرٍ، هكَذَا مَنْظَرُ اللَّمَعَانِ مِنْ حَوْلِهِ. هذَا مَنْظَرُ شِبْهِ مَجْدِ الرَّبِّ." ويقول رؤيا 1: 14-16 "وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا".
يمثل هذين المقطعين الكتابيين أفضل جهود حزقيال ويوحنا في وصف شكل الله. لقد إضطرا إلى استخدام لغة الإستعارة والتشبيه لوصف ما تعجز الكلمات البشرية عن وصفه؛ "كمنظر"، "كشبه منظر"، "مثل منظر" ...الخ. نحن نعلم أنه عندما نصل ألى السماء فإننا "سنراه كما هو" (يوحنا الأولى 3: 3). فلن تكون هناك خطية فيما بعد، وسنستطيع أن ندرك ونرى الله في كل مجده.
ما هو شكل الله؟
هل يعاقبنا الله عندما نخطيء؟
السؤال: هل يعاقبنا الله عندما نخطيء؟
الجواب: لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نفرق أولاً بين العقاب والتأديب. كمؤمنين بالمسيح فإن كل خطايانا – الماضية والحاضرة والمستقبلية – قد عوقبت على الصليب. كمؤمنين لن نعاقب أبداً على خطيئة. فقد تم العقاب مرة وإلى الأبد. "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 8: 1). فإن الله عندما ينظر إلينا يرى فقط بر المسيح بسبب تضحية المسيح على الصليب. لقد سمرت خطايانا على الصليب مع المسيح ولن نعاقب عليها أبداً.
أما الخطايا التي تبقى في حياتنا تتطلب أحياناً تأديب الرب لنا. إذا إستمرينا في الخطية ولم نتوب ونرجع عن هذه الخطايا فإن الله يأتي بالتأديب الإلهي علينا. ولو لم يفعل هذا لن يكون هو الآب المحب المهتم بنا. فكما نؤدب أولادنا من أجل فائدتهم هكذا فإن أبونا السماوي يؤدب أولاده بمحبة من أجل فائدتهم. تقول رسالة العبرانيين 12: 7-13 "إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ."
التأديب إذاً هو طريقة الله في تحويل أولاده من التمرد إلى الطاعة. ومن خلال التأديب تنفتح أعيننا أكثر على منظور الله لحياتنا. وكما قال الملك داود في مزمور 32، فإن التأديب يقتادنا إلى الإعتراف والتوبة من الخطية المستترة في حياتنا. وبهذا المعنى فإن التأديب هو بمثابة تطهير. كما أنه وسيلة للنمو. كلما عرفنا الله، كلما زادت معرفتنا بإرادته لحياتنا. التأديب يقدم لنا الفرصة للتعلم وتغيير صورتنا لنصبح مشابهين للمسيح (رومية 12: 1-2). التأديب أمر صالح!
يجب أن نتذكر أن الخطية هي إحدى معطيات حياتنا هنا على الأرض (رومية 3: 10، 23) لهذا علينا ألا نتعامل فقط مع تأديب الرب لنا بسبب عصياننا بل يجب علينا أيضاً التعامل مع النتائج الطبيعية للخطية. إذا سرق شخص مؤمن، سيغفر له الله ويطهره من خطية السرقة ويرد الشركة بينه وبين هذا الشخص السارق. ولكن العواقب الإجتماعية للسرقة يمكن أن تكون قاسية في شكل غرامة أو حتى السجن. هذه نتائج طبيعية للخطيئة ويجب أن نحتملها. ولكن الله يعمل حتى من خلال هذه النتائج ليزيد إيماننا ويمجد ذاته.
هل يعاقبنا الله عندما نخطيء؟
هل يجربنا الله بالخطية؟
السؤال: هل يجربنا الله بالخطية؟
الجواب: إن الكلمة العبرية nacah والتي تترجم "تجربة" تعني أن "يمتحن، يجرب، يثبت، يبرهن". وحيث أن مترادفاتها كثيرة يجب أن ندرس النص الذي وردت به ونقارنه بمقاطع أخرى. عندما نقرأ سرد الأحداث يجب أن نلاحظ أن قصد الله لم يكن أن يتمم إبراهيم تقديم إسحق كذبيحة. ولكن إبراهيم لم يكن يعرف ذلك وكان مستعداً أن يتمم أمر الله له، عالماً أنه إذا كان الله يطلب منه هذه التضحية فهو قادر أن يقيم إسحق من الموت (عبرانيين 11: 17-19). ففي هذا المقطع في رسالة العبرانيين الترجمة الأفضل لهذه الكلمة هي "إمتحن إبراهيم" بدلاً من القول "جرب". لهذا فخلاصة القول هي أن الكلمة المستخدمة في تكوين 22: 1 مقصود بها معنى الإمتحان والتقييم.
تقدم رسالة يعقوب 1: 13 مبدأ إسترشادي: لا أحد لديه الحق في القول بأنه جرب "من الله". وكلمة "من" هي كلمة مفتاحية لفهمنا لهذه العبارة لأنها تشير إلى أصل الشيء. فالتجربة بالخطية لا تنبع من الله. ينهي يعقوب قوله بالآتي: الله لا يجرب بالشرور، والله لا يجرب أحداً بالخطية.
كلمة أخرى مهمة في هذا السياق نجدها في يعقوب 1: 2و 3 – "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا." إن الكلمة اليونانية المترجمة "تجارب" تحمل معنى المشاكل، أو أمر يكسر نمط السلام والراحة والفرح والسعادة في حياة الإنسان. والفعل المشتق من هذه الكلمة يعني "إمتحان شخص أو شيء ما" بهدف إكتشاف صفاته أو طبيعته. الله يأتي يهذه الإمتحانات لإثبات – وزيادة – قوة ونوعية إيمان الشخص وإظهار مصداقيته. لهذا فإنه وفقاً لرسالة يعقوب فإننا حينما نواجه تجارب متنوعة فإن قصد الله هو إثبات إيماننا وثباتنا. وهذا دافع سام وصالح.
هل توجد تجارب تهدف إلى إفشالنا؟ نعم، ولكنها لا تأتي من الله – بل تأتي من الشيطان (متى 4: 1)، وأجناد الشر (أفسس 6: 12)، أو من أنفسنا (رومية 13: 14؛ غلاطية 5: 13). الله يسمح لنا بإجتيازها لخيرنا. قال الله لإبراهيم أن يقدم له إسحق ذبيحة – لم يكن هدف التجربة أن يخطيء إبراهيم بل أن يمتحن ويثبت إيمانه.
هل يجربنا الله بالخطية؟
هل هي إرادة الله أن يمرض المؤمن أحياناً؟
السؤال: هل هي إرادة الله أن يمرض المؤمن أحياناً؟
الجواب: إن العقيدة الكتابية عن سيادة الله تقول بأن الله متسلط على كل شيء. إنه يتحكم تماماً في كل الأشياء – الماضية والحاضرة والمستقبلة – ولا يحدث شيء خارج سلطانه. فهو إما يسبب– أو يسمح – بحدوث كل ما يحدث. ولكن السماح بحدوث شيء والتسبب في حدوثه أمران مختلفات تماماً. مثلاً تسبب الله في خلق آدم وحواء الكاملين الخاليين من الخطية؛ ثم سمح لهما بالتمرد عليه. لم يدفعهما إلى ارتكاب الخطية، وبالتأكيد كان يمكنه منعهما، ولكنه إختار ألا يفعل هذا وفقاً لمشيئته الخاصة ولكي يتمم إرادته الكاملة. ذلك التمرد كانت نتيجته كل الشرور، الشرور التي لم يسببها الله ولكنه سمح بوجودها.
إن المرض هو أحد مظاهر النوعين الأساسيين من الشرور – الأخلاقية والطبيعية. الشر الأخلاقي هو عدم إنسانية الإنسان تجاه أخيه الإنسان. أما الشر الطبيعي فهو يتكون من أمور مثل الكوارث الطبيعية والأمراض الجسدية. الشر نفسه هو تحور أو فساد شيء كان جيداً في أصله ولكنه فقد شيء ما. في حالة المرض، فإن المرض هو غياب الصحة. إن الكلمة اليونانية ponerous التي تعني الشر تحمل معنى وجود ما يفسد الحالة الصحية الجيدة.
عندما أخطأ آدم فإنه تسبب في إمتداد دينونة تلك الخطية إلى الجنس البشري كله والتي يشكل المرض جزءاً منها. تقول رسالة رومية 8: 20-22 "إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ." الله، الذي "أخضع" الخليقة للبطل بعد السقوط لديه خطة لكي يحرر الخليقة في النهاية من قيود الخطية تماماً كما يحررنا نحن من تلك العبودية في المسيح.
وحتى ذلك اليوم، يستخدم الله المرض والشرور الأخرى لكي يحقق خطته السامية ولكي يمجد ذاته ويرفع إسمه القدوس. ففي أحيان يشفي من الأمراض بطرق معجزية. لقد جال يسوع في إسرائيل يشفي الناس من كل الأمراض والعلل (متى 4: 23) بل إنه أقام لعازر من الموت بعد أن قتله المرض. وفي أحيان أخرى يستخدم الله المرض كوسيلة للتأديب أو كعقاب للخطية. ففي العهد القديم ضرب الملك عزيا بالبرص (أخبار الأيام الثاني 26: 19-20). ودفع الله نبوخذنصر للجنون حتى أدرك أن "العلي متسلط في مملكة الناس" (دانيال 4). ضرب هيرودس وأكله الدود لأنه أخذ لنفسه مجد الله (أعمال الرسل 12: 21-23). توجد على الأقل حالة واحدة حيث سمح الله بالمرض – العمى – ليس كعقاب على الخطية بل لكي يعلن ذاته وقدرته العجيبة من خلال ذلك العمى (يوحنا 9: 1-3).
قد لا يكون المرض الذي يصيبنا نتيجة لتدخل الله المباشر في حياتنا، بل نتيجة للعالم الساقط، والأجساد الساقطة، والإختيارات الصحية وأسلوب الحياة الخاطئة. ورغم وجود أدلة كتابية أن الله يريدنا أن نكون في صحة جيدة (رسالة يوحنا الثالثة 2) إلا أن جميع الأمراض والأوبئة موجودة بسماح منه لتحقيق إرادته سواء تمكننا من فهمها أم لا.
إن المرض بالتأكيد هو نتيجة وقوع الإنسان في الخطية، ولكن الله ما زال هو المتحكم، وهو بالتأكيد يحدد مدى سريان الشر (كما فعل مع الشيطان في تجربته لأيوب – لم يسمح له الله بتخطي تلك الحدود). إنه يقول لنا أنه كلي القدرة أكثر من خمسين مرة في الكتاب المقدس، ومن العجيب ملاحظة كيف أن سلطانه يأخذ إختياراتنا (سواء الصالحة أو الخاطئة) لكي يحقق في النهاية خطته الكاملة لحياتنا (رومية 8: 28).
أما بالنسبة للمؤمنين الذين يعانون أمراضاً مختلفة في هذه الحياة فإن معرفتهم أنه يمكنهم تمجيد الله من خلال معاناتهم يهوِّن عدم تأكدهم من سبب سماحه لهم بالمرض، وهو الأمر الذي قد لا يفهمونه بشكل كامل حتى ذلك اليوم الذي يقفون فيه في محضره في الأبدية. في ذلك الحين سوف تجاب جميع الأسئلة، أو بمعنى أدق لن نعود نهتم بتلك التساؤلات.
هل هي إرادة الله أن يمرض المؤمن أحياناً؟
أين الله؟ أين الله عندما نتألم؟
السؤال: أين الله؟ أين الله عندما نتألم؟
الجواب: يعلمنا الكتاب المقدس أن الله يملك على الأمم من عرشه المقدس في السماء (مزمور 47: 8؛ أشعياء 6: 1، 66: 1). رغم أننا نعرف أن حضور الله هو أساساً في السماء، إلا أن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله كلي الوجود (أي أنه موجود في كل مكان في نفس الوقت). إننا نرى من بداية الكتاب المقدس حضور الله يرف على الأرض حتى عندما كانت خربة وخاوية (تكوين 1: 2). لقد ملأ الله العالم بخلائقه، وبحضوره ومجده اللذان مازالا يملآن الأرض كلها (عدد 14: 21). توجد أمثلة عديدة عبر الكتاب المقدس عن تحرك حضور الله على الأرض وعن تفاعله مع خليقته (تكوين 3: 8؛ تثنية 23: 14؛ خروج 3: 2؛ ملوك الأول 19: 11-18؛ لوقا 1: 35؛ أعمال الرسل 16: 7). تقول رسالة العبرانيين 4: 13 "وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا." كما يقول إرميا 23: 24 "إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ " كما أن مزمور 139 هو دراسة رائعة عن الله كلي الوجود.
أين الله؟
إذا كنت شخص يؤمن بالرب يسوع المسيح فالله موجود معك، وبجانبك، وفوقك، وفي داخلك. إن حضور الله وعنايته الساهرة عليك لا يتركانك أبداً. أما إن كنت لا تؤمن بالرب يسوع المسيح فالله أمامك يدعوك ويجذبك إليه ويقدم لك المحبة والنعمة والرحمة التي يتوق أن يمنحك إياها. إذا كنت غير متأكد من علاقتك مع الله من خلال يسوع المسيح أرجوك أن تقرأ مقالتنا عن "كيف أتصالح مع الله". ربما يكون السؤال الأنسب هنا هو "أين أنا في علاقتي مع الله؟" وليس "أين الله؟"
أين الله عندما أتألم؟
يبدو أننا نرغب في معرفة إجابة لهذا السؤال خاصة عندما تواجهنا تجارب مؤلمة وتهاجمنا الشكوك. حتى يسوع نفسه تساءل عند الصليب "إلهي إليه لم تركتني؟" (متى 27: 46). فبالنسبة للحاضرين في ذلك الوقت والذين يقرأون هذه القصة لأول مرة يبدو وكأن الله قد تخلى عن يسوع وهكذا نعتقد أنه سيتخلى عنا أيضاً في أحلك اللحظات. ولكن عندما نستمر في دراسة الأحداث التي توالت بعد الصليب فإن الحقيقة تتكشف بأنه لا يوجد شيء يمكن أن يفصلنا عن محبة الله، ولا حتى الموت (رومية 8: 37-39). فلقد تمجد الرب يسوع بعد الصليب (بطرس الأولى 1: 21؛ مرقس 16: 6، 19؛ رومية 4: 24-25). من هذا المثال وحده يمكن أن نتأكد أنه حتى حين لا نشعر بوجود الله في وسط الألم يمكننا أن نثق في مواعيده بأنه لن يتركنا أو يهملنا (عبرانيين 13: 5). تقول جوني إيركسون تادا: "الله أحيانا يسمح بما يكرهه حتى يحقق ما يحبه."
نحن نبني ثقتنا على حقيقة أن الله لا يكذب، ولا يتغير، وأن كلمته أمينة إلى الأبد (عدد 23: 19؛ صموئيل الأول 15: 29؛ مزمور 110: 4؛ ملاخي 3: 6؛ عبرانيين 7: 21؛ 13: 8؛ يعقوب 1: 17؛ بطرس الأولى 1: 25). إننا لا نحبط في الظروف المؤلمة لأننا نعيش بالإيمان في كل كلمة خرجت من فم الله ولا نضع رجاؤنا في ما هو منظور او مفهوم. نحن نثق في الله بأن ضيقاتنا الوقتية الخفيفة تنتج لنا مجد أبدي يفوق كل معاناتنا التي نجتازها هنا على الأرض. لهذا نثبت أعيننا على ما لا يرى وليس على ما يرى لأننا نعلم ونؤمن أن ما يرى هو وقتي ولكن ما لا يرى أبدي (كورنثوس الثانية 4: 16-18؛ 5: 7). نحن أيضاً نثق في كلمة الله التي تقول أنه دائماً ما يجعل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبونه، الذين هم مدعوون حسب قصده (رومية 8: 28). لهذا رغم عدم رؤيتنا للخير الذي يحرك الله الأمور تجاهه إلا أننا يمكن أن نثق أنه سيأتي وقت عندما نفهم الأمور بوضوح أكثر.
حياتنا تشبه لوحة من شغل الإبرة. إذا نظرت إلى الناحية الخلفية كل ما تراه هو مجموعة من العقد والخيوط المتدلية. إنها غير جذابة ولا يبدو أن هناك تنسيق أو شكل لهذه اللوحة. ولكن عندما تنظر إلى الناحية الأمامية ترى كيف أن الفنان نسج كل خيط بمهارة لكي يخلق شيئاً جميلا وهذا يشبه حياة المؤمن (إشعياء 64: 8). نحن نعيش ولنا مفهوم محدود لأمور الله ولكن سيأتي اليوم الذي نعرف ونفهم فيه كل الأشياء (أيوب 37: 5؛ إشعياء 40: 28؛ جامعة 11: 5؛ كورنثوس الأولى 13: 12؛ يوحنا الأولى 3: 2). أين يكون الله عندما نتألم؟ الرسالة التي يجب أن تحملها معك في الظروف الصعبة هي أنه عندما لا تتمكن من رؤية يديه عليك أن تثق في قلبه وتتأكد تماماً أنه لم يهملك. عندما تخور قواك هذا هو الوقت الذي تستطيع أن تستريح تماماً في محضره عالماً أن قوته تكمل في ضعفك (كورنثوس الثانية 12: 9-10).
أين الله؟ أين الله عندما نتألم؟
ما معنى أن الله غير محدود؟
السؤال: ما معنى أن الله غير محدود؟
الجواب: إن طبيعة الله غير المحدودة تعني ببساطة أن الله يوجد خارج الزمان والمكان ولا يحد بهما. "غير المحدود" تعني ببساطة أنه "بلا حدود". عندما نقول أن الله "غير محدود" فإننا عادة ما نستخدم كلمات مثل أنه "كلي المعرفة"، "كلي القدرة"، "موجود في كل مكان".
"كلي المعرفة" تعني أن الله يعلم كل شيء وأن معرفته لا حدود لها. وهذه المعرفة غير المحدودة هي ما يميزه كالمتحكم والمسيطر على كل الأشياء. الله لا يعرف فقط ما سيحدث ولكنه أيضاً يعرف كل الأشياء التي كان من الممكن أن تحدث. الله لا يفاجأ بشيء ولا يستطيع أحد أن يخفي خطية عنه. يوحنا الأولى 3: 20 هي من الآيات التي تعبر عن هذا "...اللهُ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ."
"كلي القدرة" تعني أن الله له كل القوة وأن قوته غير محدودة. وهذا أمر له دلالته لأنه يقرر قدرة الله على تحقيق إرادته السامية. لكون الله كلي القدرة فإن قوته غير محدودة ولا يستطيع شيء أن يوقف تحقيق ما يقرره ولا يستطيع شيء أن يتدخل أو يوقف تحقيق أهدافه الإلهية. توجد آيات عديدة في الكتاب المقدس حيث يعلن الله عن هذا الجانب من طبيعته. من هذه الآيات مزمور 115: 3 "إنَّ إِلَهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ. " وكذلك في إجابته على سؤال التلاميذ "إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" (متى 19: 25)، يقول يسوع: "هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ" (متى 19: 26).
"كلي الوجود" تعني أن الله موجود دائماً. ليس هناك مكان يمكنك الذهاب إليه لتهرب من حضور الله. الله لا يحده الزمان ولا المكان. فهو موجود في كل وقت وكل مكان. إن حضور الله غير المحدود له دلالته لأنه يؤكد حقيقة أن الله أبدي أزلي. فالله كائن من قبل خلق العالم أو المادة. ليس له بداية أو نهاية، لم ولن يكن هناك وقت أبداً لا يوجد فيه. مرة أخرى، هناك آيات عديدة في الكتاب المقدس تعلن لنا هذا الجانب من طبيعة الله ومنها مزمور 139: 7-10 "أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْر فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ."
لأن الله غير محدود فهو أيضاً سام متعالٍ وهذا يعني ببساطة أنه أعلى من الخليقة بمراحل وهو أعظم من الخليقة ومستقل عنها. هذا يعني أيضاً أن الله أعلى وأسمى منا ومن قدرتنا على الفهم بدرجة غير محدودة ولولا أنه أظهر ذاته ما كنا لندرك طبيعته. ولكن شكرا لله لأنه لم يتركنا في جهل من جهته. ولكنه أعلن ذاته من خلال الإعلان العام (الخليقة والضمير) والإعلان الخاص (الكلمة المقدسة المكتوبة أي الكتاب المقدس، والكلمة المقدسة الحية أي يسوع المسيح). لهذا يمكننا أن نعرف الله ويمكننا أن نعرف كيف نتصالح معه وكيف نحيا وفقاً لمشيئته. وبالرغم من حقيقة كوننا محدودين وكون الله غير محدود فيمكننا أن نعرف الله ونفهمه بالصورة التي أعلن لنا ذاته بها.
ما معنى أن الله غير محدود؟
ما معنى أن الله كلي القدرة؟
السؤال: ما معنى أن الله كلي القدرة؟
الجواب: إن كلمة "كلي القدرة" تعني أن الله له كل القوة. وكما هو الحال مع وصف الله بأنه "كلي المعرفة" و "كلي الوجود" فيصح القول أنه إذا كان الله غير محدود وإذا كان ذا سيادة، ونحن نعلم أن هذا صادق، فإذا يجب أن يكون هو أيضاً كلي القدرة. فهو يمتلك القوة على كل الأشياء في كل الأوقات وبكل الطرق.
تحدث أيوب عن قدرة الله في أيوب 42: 2 قائلاً: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ." كان أيوب هنا يعترف بقدرة الله الكاملة على تحقيق خططه. كما ذكَّر الله موسى أنه لديه كل القوة لإتمام أهدافه فيما يخص شعب إسرائيل: "أجاب الرب موسى قائلاً: هل ذراعي قصيرة؟ سوف ترى الآن تحقيق ما أقوله لك."
نرى قدرة الله الكاملة في الخليقة أكثر من أي شيء آخر. قال الله: "ليكن..." فكان كما قال (تكوين 1: 3، 6، 9...الخ.) يحتاج الإنسان إلى أدوات ومواد ليصنع الأشياء؛ أما الله فتكلم فقط، وبقوة كلمته خلق كل الأشياء من العدم. " بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا" (مزمور 33: 6).
نرى قدرة الله أيضاً في حفظه لخليقته. كانت كل الحياة على الأرض لتفنى لولا تدبير الله لكل ما نحتاجه من مأكل وملبس وسكن، من مصادر متجددة محفوظة بقوته كحافظ كل من الإنسان والبهائم (مزمور 36: 6). إن البحار التي تغطي أغلب الأرض والتي لا نملك قوة أمامها، كانت ستغطينا وتغمرنا لو لم يكن الله قد رسم لها حدوداً (أيوب 38: 8-11).
تمتد قوة الله الكلية على الحكومات والقادة (دانيال 2: 21) إذ يقيدهم أو يسمح لهم بالسلوك في طرقهم بما يتفق مع خططه وإرادته. إن قوته غير محدودة من جهة الشيطان وجنوده. كان هجوم الشيطان على أيوب محدوداً. لقد قيدته قوة الله غير المحدودة (أيوب 1: 12، 2: 6). ذكَّر يسوع بيلاطس أنه لا يملك سلطاناً عليه ما لم يكن قد أعطي له من إله كل قوة (يوحنا 19: 11).
لكون الله كلي القدرة فهو يستطيع أن يفعل أي شيء. ولكن عندما يشير الكتاب إلى أشياء معينة لا يستطيع الله أن يفعلها هذا لا يعني أنه فقد قدرته الكلية. فمثلاً يقول الكتاب المقدس في عبرانيين 6: 18 أنه لا يستطيع أن يكذب. هذا لا يعني أنه لا قدرة له على الكذب ولكن الله يختار أن لا يكذب بسبب كماله الأخلاقي. وبنفس الكيفية برغم كونه كلي القوة وكونه يكره الشر إلا أنه يسمح للشر بالوجود وفقاً لخطته الصالحة. إنه يستخدم أحداثاً شريرة معينة لكي يسمح لأهدافه بأن تتحقق مثال ذلك حدوث ذلك الشر الأعظم – أي قتل حمل الله الكامل القدوس الطاهر لفداء البشرية.
إن الرب يسوع الإله المتجسد هو كلي القدرة. نرى قدرته في المعجزات التي أجراها – الشفاءات التي لا تحصى، إطعام الخمسة آلاف (مرقس 6: 30-44)، تهدئة العاصفة (مرقس 4: 37-41)، وكذلك الإظهار الأعظم لقوته في إقامة لعازر وإبنة يايرس من الأموات (يوحنا 11: 38-44؛ مرقس 5: 35-43) كمثال على سلطانه على الموت والحياة. إن الموت هو السبب النهائي لمجيء المسيح – أي لكي يقضي عليه (كورنثوس الأولى 15: 22؛ عبرانيين 2: 14) ولكي يحضر الخطاة إلى علاقة صحيحة مع الله. قال يسوع بوضوح أن له سلطان أن يضع حياته وأن يأخذها وقد رمز إلى هذه الحقيقة في حديثه عن الهيكل (يوحنا 2: 19). كان له القدرة أن يستدعي إثنا عشر فرقة من الملائكة لإنقاذه أثناء محاكمته لو أراد (متى 26: 53) لكنه قدم ذاته في إتضاع عوضاً عن آخرين (فيلبي 2: 1-11).
إن السر الأعظم يكمن في أن هذه القوة يمكن أن يشارك بها المؤمنين المتحدين مع الله في المسيح يسوع. يقول الرسول بولس: "فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ." (كورنثوس الثانية 12: 9). إن قوة الله تتمجد فينا بصورة أعظم عندما تعظم ضعفاتنا لأنه هو "َالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا" (أفسس 3: 20). إنها قوة الله التي تظل تحفظنا في النعمة رغم خطايانا (تيموثاوس الثانية 1: 12) وبقوته يحفظنا غير عاثرين (يهوذا 24). سوف يعلن كل جند السماء قوته إلى الأبد (رؤيا 19: 1). ليت هذه تكون صلاتنا إلى الأبد!
ما معنى أن الله كلي القدرة؟
ما معنى أن الله كلي الوجود؟
السؤال: ما معنى أن الله كلي الوجود؟
الجواب: إن القول بأن الله كلي الوجود يعنى أن الله موجود في كل مكان. تعتقد الكثير من الديانات بأن الله كلي الوجود، ولكن في كل من اليهودية والمسيحية تقسم هذه النظرة أكثر إلى الإيمان بأن الله سامٍ ومتعالٍ وهو قريب منا في نفس الوقت. فرغم أن الله غير متضمن في الخليقة إلا أنه موجود في كل مكان في كل الأوقات.
إن وجود الله مستمر بلا إنقطاع في كل الخليقة، رغم أنه قد لا يكون ظاهراً في نفس الوقت لكل الناس في كل مكان. ، فقد نجد، في وقت ما، أن حضوره واضح في موقف معين بينما لا يعلن عن حضوره في ظروف أخرى ومكان آخر. يقول الكتاب المقدس أن الله يمكن أن يكون موجوداً بالنسبة لشخص ما بطريقة واضحة (مزمور 46: 1؛ إشعياء 57: 15) وموجود في كل ظروف كل الخليقة في أي وقت (مزمور 33: 13-14). كون الله كلي الوجود يعني حضوره في كل وقت وكل مكان، ورغم هذا فهو ليس محدود بالوقت أو المكان. ليست هناك خلية أو ذرة من الصغر بحيث لا يكون الله فيها بصورة كاملة ولا مجرة من الإتساع بحيث لا يحدها الله. ولو أردنا إزالة الخليقة فإن الله سيعرف هذا لأنه يعرف كل ما هو محتمل الحدوث سواء كان واقعياً أم لا.
إن الله موجود بالطبع في الترتيب الطبيعي للأشياء في كل شكل ووقت ومكان (إشعياء 40: 12؛ ناحوم 1: 3). وهو موجود بصور مختلفة في كل أحداث التاريخ كالمرشد الحكيم لأمور البشر (مزمور 48: 7؛ أخبار الأيام الثاني 20: 37؛ دانيال 5: 5-6). إن الله موجود ويهتم بكل الذين يدعون بإسمه، الذين يتشفعون من أجل الآخرين، الذين يعبدون الله ويصلون بإخلاص طالبين غفرانه (مزمور 46: 1). وفوق هذا هو موجود في شخص إبنه الرب يسوع المسيح (كولوسي 2: 19) وفي الكنيسة الجامعة التي تغطي الأرض والتي لن تقوى عليها أبواب الجحيم.
كما أن كون الله كلي المعرفة يقابله إعتراضات واضحة نتيجة محدودية الذهن البشري فكذلك الأمر بالنسبة لكون الله كلي الوجود. أحد هذه الإعتراضات المهمة: وجود الله في الجحيم، ذلك المكان الذي يذهب إليه الأشرار حيث يقاسون غضب الله اللانهائي وغير المحدود بسبب خطاياهم. يجادل الكثيرين بأن الجحيم هو مكان الإنفصال عن الله (متى 25: 41) وفي هذا الحال لا يمكن أن نقول أن الله موجود في مكان منفصل عنه. ولكن الأشرار في الجحيم يواجهون غضبه الأبدي لأن رؤيا 14: 10 يتحدث عن عذاب الأشرار في محضر حمل الله. ويمكن تفسير هذا بحقيقة أن الله يمكنه أن يكون موجوداً – لأنه يملأ كل الأشياء بحضوره (كولوسي 1: 17) وكل الأشياء تتماسك معاً بقوة كلمته (عبرانيين 1: 3) – لكنه ليس بالضرورة موجود في كل مكان للبركة.
كما أن الله ينفصل عن أولاده أحياناً بسبب الخطية (إشعياء 52: 9)، وهو بعيد عن الأشرار (أمثال 15: 29) وهو يأمر أجناد الظلمة بالذهاب إلى مكان العقاب الأبدي فإنه هناك أيضاً. إنه يعرف ما يقاسيه أولئك الذين في الجحيم؛ إنه يعرف عذابهم وصراخهم طلباً للراحة ودموعهم وحزنهم على الحالة الأبدية التي وجدوا فيها. إنه هناك مذكراً إياهم دائماً بخطاياهم التي خلقت هوة بينهم وبين كل بركة كان من الممكن أن تمنح لهم. إنه موجود بكل صفاته ولكنه لا يظهر لهم سوى غضبه.
وبالمثل هو موجود في السماء مظهراً كل بركة لا يمكننا حتى أن نبدأ في فهمها هنا على الأرض؛ بركته المتنوعة، ومحبته المتنوعة، وإحساناته المتنوعة – بالتأكيد، كل شيء ماعدا غضبه. يجب أن يؤدي وجود الله الكلي إلى تذكيرنا أننا لا نستطيع أن نختبيء من الله عندما نخطيء (مزمور 139: 11-12)، ولكن يمكننا أن نرجع إلى الله بالتوبة والإيمان حتى دون أن نتحرك من أماكننا (إشعياء 57: 16).
ما معنى أن الله كلي الوجود؟
ما معنى أن الله كلي المعرفة؟
السؤال: ما معنى أن الله كلي المعرفة؟
الجواب: "كلي المعرفة" يعنى "حالة إمتلاك المعرفة الكاملة، أو صفة معرفة كل شيء". لكي يكون الله مسيطراً على كل خليقته، سواء المرئية أو غير المرئية يجب أن يكون كلي المعرفة. وهذه الصفة لا يختص بها واحد فقط من الأقانيم الثلاثة – فالآب والإبن والروح القدس جميعهم بالطبيعة كلي المعرفة.
الله يعرف كل شيء (يوحنا الأولى 3: 20). إنه لا يعرف فقط أصغر التفاصيل في حياتنا يل أيضاً أدق التفاصيل لكل شيء من حولنا، إنه يقول أنه يعرف بسقوط عصفور صغير أو وقوع شعرة واحدة من رؤوسنا (متى 10: 29-30). الله لا يعرف فقط ما سيحدث حتى نهاية التاريخ (إشعياء 46: 9-10) بل يعرف أيضاً أفكارنا ذاتها حتى قبل أن ننطق بها (مزمور 139: 4). إنه يعرف قلوبنا من بعيد؛ لقد عرفنا من الرحم (مزمور 139: 1-3؛ 15-16). يعبِّر سليمان الحكيم عن هذه الحقيقة بصورة رائعة في قوله: "أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ." (ملوك الأول 8: 39).
رغم تنازل إبن الله وإخلائه ذاته (فيلبي 2: 7) فإن معرفته الكلية تظهر بوضوح في أسفار العهد الجديد. تشير أول صلاة للرسل في أعمال الرسل 1: 24 "أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ" إلى معرفة الله الكلية والتي هي ضرورية إذا كان قادراً أن يتقبل طلباتنا ويتشفع لنا عن يمين الله. وقد إتضحت معرفة المسيح الكلية وهو على الأرض. ففي الكثير من أحداث الأناجيل كان يعرف أفكار الجماهير من حوله (متى 9: 4، 12: 25؛ مرقس 2: 6-8؛ لوقا 6: 8). عرف حياة الناس قبل أن يلتقي بهم. عندما قابل المرأة السامرية عند البئر قال لها: "لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ"(يوحنا 4: 18). كما قال للتلاميذ أن لعازر صديقهم قد مات رغم أنه كان يبعد أكثر من 25 ميل عن بيت لعازر (يوحنا 11: 11-15). طلب من التلاميذ أن يذهبوا ويعدوا لعشاء الفصح ووصف لهم الشخص الذي سيقابلونه ويتبعونه (مرقس 14: 13-15). وربما يكون أفضل مثال أنه كان يعرف نثنائيل قبل أن يراه لأنه عرف قلبه (يوحنا 1: 47-48).
إننا بالتأكيد نرى معرفة المسيح الكلية على الأرض، ولكن هنا أيضاً نجد تضاداً. فيسوع يوجه أسئلة تشير إلى عدم المعرفة رغم أنه يطرحها لفائدة جمهوره أكثر منها لنفسه. ولكن هناك جانب آخر يتعلق بمعرفته الكلية ينبع من محدودية الطبيعة البشرية التي حملها وهو إبن الله. نقرأ أنه كإنسان كان "يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ" (لوقا 2: 52)، وأنه تعلم "الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" (عبرانيين 5: 8). كذلك نقرأ أنه لم يكن يعرف متى تكون نهاية العالم (متى 24: 34-36). لهذا علينا أن نسأل لماذا لا يعرف الإبن هذا إذا كان يعرف كل الأشياء الأخرى؟ وبدلا من أن نعتبر هذا كمجرد محدودية بشرية علينا أن نراه كعدم معرفة متعمد. كان هذا تعبير متعمد عن الإتضاع لكي يكون هو آدم الثاني مشاركاً في طبيعتنا بصورة كاملة (فيلبي 2: 6-11؛ عبرانيين 2: 17).
أخيراً ليس هناك ما يعسر على الإله كلي المعرفة، ونحن يمكننا الشعور بالأمان معه بناء على إيماننا وثقتنا في هكذا إله عالمين أن وعوده صادقة طالما نحن ثابتين فيه. لقد عرفنا منذ الأزل، حتى من قبل الخليقة. لقد عرفك الله وعرفني، عرف أين سنكون وفي أي وقت وعرف من الذين سنتعامل معهم. لقد رأى مسبقاً خطايانا بكل بشاعتها ومع هذا وضع ختم محبته علينا وجذبنا إلى تلك المحبة في المسيح يسوع (أفسس 1: 3-6). سوف نراه وجهاً لوجه، ولكن معرفتنا به لن تكون أبداً كاملة. سوف يستمر إنبهارنا به ومحبتنا وتمجيدنا له لآلاف السنين إذ نستريح في ضوء محبته السماوية ونتعلم المزيد والمزيد عن إلهنا كلي المعرفة.
ما معنى أن الله كلي المعرفة؟
لماذا يطلب الله الأيمان؟
السؤال: لماذا يطلب الله الأيمان؟
الجواب: إن علاقتنا بالله تشبه إلى حد كبير علاقتنا بالآخرين في أن جميع أنواع العلاقات تستلزم الإيمان والثقة. فلا يمكننا أن نعرف أي شخص بصورة كاملة تماماً. لا يمكن أن نختبر ما يختبروه أو أن ندخل إلى أذهانهم لنعرف أفكارهم أو مشاعرهم. يقول سفر الأمثال 14: 10 "اَلْقَلْبُ يَعْرِفُ مَرَارَةَ نَفْسِهِ وَبِفَرَحِهِ لاَ يُشَارِكُهُ غَرِيبٌ." نحن لا نقدر حتى أن نفهم قلوبنا فهماً كاملاً. يقول إرميا 17: 9 أن "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!" أي أن القلب البشري يسعى لإخفاء عمق نجاسته حتى أنه يخدع صاحبه نفسه. ونحن نفعل هذا بإلقاء اللوم على الآخرين، وبتبرير السلوك الخاطيء، والتقليل من شأن خطايانا...الخ.
ولأننا لا نقدر أن نعرف الآخرين معرفة كاملة لهذا فإن الإيمان أو الثقة هو عنصر أساسي في جميع العلاقات. فمثلاً تركب الزوجة السيارة واثقة أن زوجها سيقود السيارة بأمان رغم أنه أحيانا ما يقودها بسرعة أكبر مما قد تفعل هي خاصة في المناطق الممطرة. إنها تثق في أنه سيتصرف بما فيه خيرهما في كل الأوقات. كلنا نشارك الآخرين بمعلومات عن أنفسنا واثقين أنهم لن يخونوا ثقتنا بما يعرفوه عنا. نحن نقود السيارات في الشوارع واثقين أن قائدي السيارات الأخرى أيضاً سيتبعون قواعد المرور. لهذا بسبب عدم مقدرتنا على معرفة الآخرين معرفة تامة فإن الثقة هي دائماً جزء أساسي من علاقاتنا سواء مع الغرباء أو الأصدقاء المقربين أو شركاء حياتنا.
إذا كنا لا نستطيع أن نعرف البشر المحدودين معرفة كاملة فكيف نتوقع أن نعرف الله الغير محدود معرفة كاملة؟ حتى لو أراد أن يعلن ذاته بالكامل لنا فإنه من المستحيل بالنسبة لنا أن نعرفه معرفة كاملة. فهذا يشبه محاولة إحتواء المحيط (الغير محدود) في إناء قياس (محدود)...إنه أمر مستحيل! ولكن كما يمكن أن تكون لنا علاقات مع الآخرين الذين بنيت ثقتنا فيهم بناء على معرفتنا بهم وبشخصياتهم فإن الله قد أعلن ما يكفي عن نفسه من خلال خليقته (رومية 1: 18-21)، ومن خلال كلمته المكتوبة أي الكتاب المقدس (تيموثاوس الثانية 3: 16-17؛ بطرس الثانية 1: 16-21) ومن خلال إبنه (يوحنا 14: 9) بحيث يمكننا من الدخول في علاقة حقيقية معه. ولكن هذا يتحقق فقط عندما يزال حاجز الخطية بأن يضع الإنسان ثقته في شخص المسيح وعمله الكفاري على الصليب من أجل خطايانا. هذا ضروري لأنه كما أنه من المستحيل أن يجتمع النور والظلمة معاً هكذا من المستحيل أن تكون هناك شركة بين إله قدوس وإنسان خاطيء ما لم يدفع ثمن الخطية ويتم محوها. لقد مات يسوع المسيح إبن الله البار الذي بلا خطية على الصليب ليأخذ عقابنا ويغيرنا حتى إن كل من يؤمن به يصبح إبناً لله ويعيش إلى الأبد في محضره (يوحنا 1: 12؛ كورنثوس الثانية 5: 21؛ بطرس الثانية 3: 18؛ رومية 3: 10-16).
كانت هناك أوقات في الماضي حيث أعلن الله ذاته للناس بصورة "منظورة". أحد هذه الأمثلة كان حين خروج الشعب من أرض مصر حيث أظهر الله عنايته بشعب إسرائيل بإرساله الضربات المعجزية على المصريين حتى يطلقوا الشعب من العبودية. ثم شقَّ الله البحر الأحمر ليسمح بعبور حوالي مليونين من الإسرائليين على أرض يابسة. ثم عندما حاول المصريين أن يطاردوهم من نفس المكان فإنه رد المياه عليهم (خروج 14: 22-29). وفي البرية بعد ذلك أطعمهم الله بمعجزة المن والسلوى وقادهم في النهار بعمود السحاب وفي الليل بعمود النار اللذين كانا دليلين مرئيين لحضوره معهم (خروج 15: 14-15).
ولكن بالرغم من الإظهارات المتكررة على محبة الله وإرشاده وقوته إلا أن الإسرائليين رفضوا أن يثقوا فيه عندما أراد أن يدخلهم إلى أرض الموعد. إختاروا بدلاً من ذلك أن يثقوا في كلمة عشرة رجال أرعبوهم بما حكوه لهم عن المدن ذات الأسوار والبنية العملاقة لبعض سكان تلك المدن (عدد 13: 26-33). هذه الأحداث تبين أن إظهار الله ذاته لنا لن يكون له تأثير أعظم على قدرتنا أن نثق فيه. فلو تعامل الله بنفس الطريقة مع الناس اليوم فإننا رد الفعل لن يكون مختلفاً عن شعب إسرائيل لأن قلوبنا الخاطئة لا تختلف عن قلوبهم.
يتحدث الكتاب المقدس أيضاً عن وقت في المستقبل حين يعود المسيح الممجد ليحكم الأرض من أورشليم لمدة ألف عام (رؤيا 20: 1-20). سوف يولد المزيد من البشر على الأرض خلال تلك المدة التي يملك فيها المسيح. سوف بملك بالعدل والبر الكاملين ولكن بالرغم من ملكه الكامل يقول الكتاب المقدس أنه في نهاية الألف عام سيتمكن الشيطان من إقامة جيش للتمرد على ملك المسيح. إن الملك الألفي المنتظر والخروج الذي حدث في الماضي كليهما يكشفان أن المشكلة لا تكمن في إعلان الله عن ذاته للإنسان؛ بل في قلب الإنسان الخاطيء المتمرد ضد مُلك الله المحب. فنحن في خطيتنا نتوق للحكم الذاتي.
لقد أعلن الله لنا ما يكفي من طبيعته بحيث يمكننا أن نثق فيه. لقد أظهر من خلال أحداث التاريخ ومن خلال الطبيعة ومن خلال حياة الرب يسوع المسيح أنه كلي القدرة والمعرفة والحكمة والمحبة والقداسة ولا يتغير وهو أزلي أبدي. وفي هذا الإعلان أظهر أنه جدير بثقتنا فيه. ولكن كما كان الحال مع شعب إسرائيل في البرية فإن الإختيار لنا أن نثق فيه أم لا. أحياناً نميل للإختيار بناء على ما نظن أننا نعرفه عن الله وليس على ما أعلنه عن ذاته وما يمكننا أن نفهمه عن الله من خلال الدراسة المتأنية لكلمته المعصومة من الخطأ، أي الكتاب المقدس. إذا لم تفعل هذا قبلاً، إبدأ دراسة دقيقة للكتاب المقدس حتى يمكنك أن تعرف الله من خلال الإتكال على إبنه يسوع المسيح الذي جاء إلى الأرض ليخلصنا من خطايانا حتى تكون لنا علاقة محبة حميمة مع الله الآن وأيضاً بصورة أكثر كمالاً في الأبدية.
لماذا يطلب الله الأيمان؟
ما هي مشيئة الله؟
السؤال: ما هي مشيئة الله؟
الجواب: عندما نتكلم عن إرادة الله يرى الكثيرين ثلاثة أوجه مختلفة لها في الكتاب المقدس. يعرف الوجه الأول منها بأنه إرادة الله السامية، أو المستترة. هذه هي إرادة الله "النهائية". هذا الجانب من إرادة الله يأتي من الإعتراف بسلطان الله والجوانب الأخرى لطبيعة الله. وهذا التعبير عن إرادة الله يركز على حقيقة أن الله بسلطانه يرسم كل ما يحدث. بكلمات أخرى، ليس هناك أي شيء يحدث خارج إرادة الله السامية. إننا نرى هذا الجانب من إرادة الله في آيات مثل أفسس 1: 11 حيث نتعلم أن الله هو "الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ"، وأيضاً أيوب 42: 2 "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ." هذا الفهم لإرادة الله يبنى على حقيقة أن الله هو السيد المتحكم فلا يمكن أن تحبط إرادته، ولا أن يحدث أي شيء خارج سلطانه.
هذا المفهوم لإرادة الله السامية لا يعني أن الله هو سبب كل ما يحدث. بل إنه إعتراف بأن الله هو السيد المتسلط لذلك فهو لابد على الأقل أن يسمح للأمور أن تحدث. هذا الوجه من أوجه إرادة الله يقرر أنه حتى حين يسمح الله بحدوث الأمور فإنه يختار أن يسمح لها بالحدوث لأنه دائماً لديه السلطان والحق في التدخل في مجريات الأمور. الله يمكنه دائماً أن يقرر إما أن يسمح للأحداث بالوقوع في هذا العالم أو أن يمنعها. لهذا عندما يسمح بحدوث الأشياء فإنه يكون قد "شاء" بحدوثها.
بينما تظل إرادة الله أحياناً غير واضحة لنا حتى حين إتمامها، فهناك وجه آخر من إرادته واضح لنا: أي إرادته المفهومة أو المعلنة. وكما توحي هذه التسمية فإن هذا الوجه من أوجه إرادة الله يعني أن الله إختار أن يعلن جزء من إرادته، وذلك من خلال الكتاب المقدس. إرادة الله المفهومة هي إرادة الله المعلنة بخصوص ما يجب أو لا يجب أن نفعله. مثلاً: بالرجوع إلى إرادة الله المعلنة نحن نعرف أنها إرادة الله ألا نسرق، وأن نحب أعداؤنا، وأن نتوب عن خطايانا، وأن نكون قديسين كما هو قدوس. هذه الصورة من إرادة الله معلنة في كلمته وفي ضميرنا الذي كتب الله من خلاله القانون الأخلاقي في قلوب كل البشر. إن قوانين الله، سواء الموجودة في قلوبنا أو في الكتاب المقدس ملزمة لنا. فنحن نتحمل مسئولية عدم طاعتها.
إن فهم هذا الوجه من أوجه إرادة الله يعني الإقرار بأننا نملك القوة والقدرة على عصيان وصايا الله، إلا أننا لا نملك الحق لفعل هذا. لهذا لا يوجد مبرر لخطايانا، ولا يمكن أن ندَّعي أننا بإختيارنا للخطية نحن ببساطة نحقق إرادة الله السامية. كان يهوذا يحقق إرادة الله السامية بخيانته للمسيح، تماماً كما فعل الرومان الذين صلبوه، ولكن هذا لا يبرر خطاياهم. فلم يكونوا أقل شراً أو خيانة وكانوا مسئولين عن رفضهم للمسيح (أعمال الرسل 4: 27-28). فرغم أن الله في إرادته السامية يسمح بوقوع الخطية إلا أننا مسئولين عن هذه الخطية أمامه.
الوجه الثالث لإرادة الله الذي نراه في الكتاب المقدس هو إرادة الله الكاملة. هذا الجانب يعبر عن إتجاه الله ويحدد ما هو مرضي بالنسبة له. فمثلاً من الواضح أن الله لا يسر بموت الأشرار إلا أنه من الواضح أيضاً أن إرادته هي أن يموتوا. هذا التعبير عن إرادة الله يعلن في الكثير من آيات الكتاب المقدس التي تشير إلى ما يرضي الله وما لا يرضيه. على سبيل المثال نرى في تيموثاوس الأولى 2: 4 أن الله يريد أن يخلص جميع البشر وأن يأتوا إلى معرفة الحق، لكننا نعرف أن إرادة الله السامية هي أنه "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا 6: 44).
فإذا لم ننتبه يمكننا بسهولة أن ننشغل بل ننحصر بمحاولة معرفة "إرادة" الله لحياتنا. ولكن إن كان مسعانا هو معرفة إرادته الخفية، أو المخبأة، أو الغير معلنة فإننا نسعى باطلاً. الله لم يختار أن يعلن هذا الجانب من إرادته لنا. ما يجب أن نطلبه هو معرفة إرادة الله المعلنة أو المفهومة. إن العلامة الحقيقية لروحانيتنا هو سعينا أن نعرف ونعيش إرادة الله كما تعلنها كلمته والتي يمكن أن تلخص في "كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (بطرس الأولى 1: 16). إن مسئوليتنا هي طاعة إرادة الله المعلنة وألا نتكهن ما قد تكون إرادته الخفية لنا. فبينما يجب أن نسعى لأن "ننقاد بالروح" يجب ألا ننسى أبداً أن الروح القدس يقودنا أساساً إلى البر وإلى التغيير لنشابه المسيح حتى يتمجد الله بحياتنا. الله يدعونا لكي نعيش حياتنا بكل كلمة تخرج من فم الله.
إن الحياة وفقاً لإرادته المعلنة يجب أن يكون الهدف الأساسي أو الرئيسي لحياتنا. رومية 12: 1-2 يلخص هذه الحقيقة حيث يدعو لتقديم "أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." لكي نعرف إرادة الله يجب أن نغمر أنفسنا في كلمة الله المكتوبة وأن تتشبع أذهاننا بها وأن نصلي لكي يغيرنا الروح القدس من خلال تجديد أذهاننا فتكون النتيجة صالحة ومرضية وكاملة – أي إرادة الله.
ما هي مشيئة الله؟
ما معنى أن الله قدوس قدوس قدوس؟
السؤال: ما معنى أن الله قدوس قدوس قدوس؟
الجواب: إن العبارة "قدوس، قدوس، قدوس" تتكرر مرتين في الكتاب المقدس. مرة في العهد القديم (أشعياء 6: 3) ومرة في العهد الجديد (رؤيا 4: 8). وفي كلتا المرتين ينطق أو يترنم بها كائنات سماوية، في إطار رؤية ينتقل فيها رجل إلى أمام عرش الله: أولاً النبي أشعياء ثم الرسول يوحنا. وقبل أن نتكلم عن التكرار الثلاثي لقداسة الله من المهم أن نفهم ما هو المقصود بقداسة الله.
إن قداسة الله هي أصعب صفاته في الشرح، وهذا يرجع جزئياً لكونها إحدى صفاته الأساسية والتي لا يشاركه فيها الإنسان. نحن مخلوقين على صورة الله، ونتشارك في كثير من صفاته بقدر أقل منه بكثير بالطبع مثل: المحبة، الرحمة، الأمانة...الخ. ولكن بعض صفات الله لن يشاركه فيها أبداً أي من خلائقه فهو كلي الوجود، وكلي المعرفة، وكلي القدرة، وقدوس. إن قداسة الله هي ما يميزه ويفصله عن كل الكائنات والأشياء الأخرى. قداسة الله تعني أكثر من مجرد كماله أو طهارته من الخطية؛ إنها جوهر "تميزه" وإختلافه. إن قداسة الله تجسد سر عظمته وتجعلنا نحدق بعجب إليه إذ نبدأ في فهم القليل من سموّه.
كان إشعياء شاهداً على قداسة الله في رؤياه التي يصفها في إشعياء 6. رغم أن إشعياء كان نبياً لله وكان رجلاً باراً إلا أن رد فعله لرؤية قداسة الله كان إدراك لخطيته وبؤس حياته (إشعياء 6: 5). حتى الملائكة في محضر الله، أولئك الذين كحانوا يترنمون قائلين "قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود"، غظوا وجوههم وأقدامهم بأربعة من أجنحتهم الستة. إن تغطية الوجه والقدمين بلا شك يدل على الإحترام والمهابة الناتجة عن الوجود المباشر في حضرة الله (خروج 3: 4-5). وقف السرافيم وقد تغطوا وكأنهم يخفون أنفسهم بقدر الإمكان إعترافاً بعدم إستحقاقهم في حضرة الله القدوس. وإذا كان السرافيم الطاهرين المقدسين يظهرون هكذا مهابة في محضر يهوه، إذاً أي إحترام صادق يجب علينا نحن الخلائق الملوثة بالخطية أن نظهره عندما نأخذ في الإقتراب من الله! إن الإحترام الذي يقدمه الملائكة لله يجب أن يذكرنا بجرأتنا عندما نهرع بلا أدنى تفكير أو إحترام للدخول إلى محضره كما نفعل غالباً لأننا لا نفهم معنى قداسته.
كانت رؤيا يوحنا لعرش الله في رؤيا 4 تشبه رؤيا أشعياء. مرة أخرى، كانت هناك كائنات حول العرش تهتف: "قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود" (رؤيا 4: 8) بكل مهابة وإحترام لذاك القدوس. ويكمل يوحنا وصفه لهذه الكائنات التي تقدم لله المجد والإكرام والمهابة حول عرشه بصورة مستمرة. من الجدير بالذكر هنا أن رد فعل يوحنا لرؤيته عرش الله يختلف عن إشعياء. لا يذكر الكتاب سقوط يوحنا خوفاً وإدراكه لحالته الخاطئة ربما لأن يوحنا قد قابل بالفعل المسيح المقام في بداية الرؤيا (رؤيا 1: 17). لقد وضع المسيح يده على يوحنا وقال له ألا يخاف. وبنفس الكيفية يمكننا نحن أن نقترب إلى عرش النعمة إذا كانت يد المسيح علينا متمثلة في بره على الصليب بديلاً عن خطايانا (كورنثوس الثانية 5: 21).
ولكن لماذا التكرار الثلاثي "قدوس، قدوس، قدوس"؟ إن تكرار إسم أو تعبير ثلاث مرات كان أمر مألوف بالنسبة لليهود. في إرميا 7: 4 يمثل النبي الشعب بتكرار عبارة "هيكل الرب" ثلاث مرات معبراً عن ثقتهم الشديدة في عبادتهم رغم كونها فاسدة ومنافقة. نجد في ارميا 22: 29 وحزقيال 21: 27 وصموئيل الأول 18: 23 تعبيرات ثلاثية مشابهة. لهذا عندما يهتف الملائكة "قدوس، قدوس، قدوس" فهم يعلنون بقوة وحماس حقيقة قداسة الله، تلك الصفة الأساسية التي تبين طبيعته العجيبة السامية.
بالإضافة إلى هذا، فإن التكرار الثلاثي يعبر عن طبيعة الله ذي الثلاثة الأقانيم وكلها متساوية في القداسة والعظمة. يسوع المسيح هو القدوس الذي "لن يرى فساداً" في القبر، لكنه سيقام ليمجد عن يمين الله (أعمال الرسل 2: 26؛ 13: 33-35). يسوع هو "القدوس البار" (أعمال 3: 14) الذي يمكننا موته على الصليب أن نقف أمام عرش الله بلا لوم. الأقنوم الثالث – الروح القدس – يوضح من إسمه أهمية القداسة في جوهر الله.
أخيراً تشير كلتا الرؤيتين عن الملائكة حول العرش وهم يهتفون "قدوس، قدوس، قدوس" أن الله هو نفس الإله في كلا العهدين. أحيانا نفكر في إله العهد القديم كإله الغضب وإله العهد الجديد كإله المحبة. ولكن إشعياء ويوحنا يقدمان صورة واحدة لإلهنا القدوس العظيم العجيب الذي "لا يتغير" (ملاخي 3: 6) الذي "هو هو امس واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13: 8)، والذي "لا يوجد به تغيير أو ظل دوران" (يعقوب 1: 17). قداسة الله أبدية كما أنه هو أيضاً أبدي.
ما معنى أن الله قدوس قدوس قدوس؟
لو كان الله يعلم أن الشيطان سيتمرد وأن آدم وحواء سيخطئون، فلماذا خلقهم؟
السؤال: لو كان الله يعلم أن الشيطان سيتمرد وأن آدم وحواء سيخطئون، فلماذا خلقهم؟
الجواب: هذا السؤال له شقين. الشق الأول هو: "هل كان الله يعلم أن الشيطان سيتمرد وأن آدم وحواء سيقعان في الخطية؟" تكمن الإجابة في ما يعلمه الكتاب المقدس عن علم الله. نحن نعرف من الكتاب المقدس أن الله كلي المعرفة أي انه "يعرف كل شيء". أن ما جاء في أيوب 37: 16؛ مزمور 139: 2-4، 147: 5؛ أمثال 5: 21؛ أشعياء 46: 9-10؛ ويوحنا الأولى 3: 19-20 لا يترك أي شك في أن معرفة الله غير محدودة وأنه يعرف كل شيء حدث في الماضي وكل ما يحدث الآن وما سيحدث في المستقبل.
بالنظر إلى اللغة المستخدمة في هذه الآيات: "معرفة كاملة"؛ "فهمه بلا حدود"؛ "يعرف كل شيء" – يتضح أن معرفة الله ليست فقط أكبر مكن معرفتنا ولكنها تفوقها بلا حدود. هو يعرف كل الأشياء بصورة كاملة. يعلن أشعياء 46: 10 أنه ليس فقط يعرف كل شيء ولكنه أيضاً يتحكم في كل شيء. وإلا كيف "يعلن لنا" ما سيحدث في المستقبل ويقرر بلا أدنى شك أن خططه ستتحقق؟ لهذا هل عرف الله أن آدم وحواء سيخطآن؟ هل عرف أن لوسيفر سيتمرد ضده وينقلب ليصبح الشيطان؟ نعم! بكل تأكيد! هل كانوا خارج تحكم الله في أي وقت؟ بالتأكيد لا. إذا كانت معرفة الله ناقصة إذا هناك عيب في طبيعته. وأي عيب في طبيعة الله يعني أنه لا يمكن أن يكون هو الله، لأن جوهر الله ذاته يتطلب الكمال في كل صفاته. لذلك فإن الإجابة على السؤال الأول يجب أن تكون بالضرورة "نعم".
أما الشق الثاني من السؤال: "لماذا خلق الله الشيطان وآدم وحواء وهو يعلم مسبقاً أنهم سيخطئون؟" هذا السؤال أكثر تعقيداً لأنه يسأل عن "السبب" وهذا عادة ما لا نجد له إجابة وافية في الكتاب المقدس. وبالرغم من ذلك يمكننا أن نصل إلى قدر من الفهم إذا فحصنا بعض المقاطع الكتابية. أولا، لقد رأينا أن الله كلي المعرفة ولا يمكن أن يحدث شيء دون علمه. لهذا إذا كان الله يعرف أن الشيطان سوف يتمرد ويسقط من السماء وأن آدم وحواء سوف يقعان في الخطية ومع هذا خلقهم، فهذا لا بد وأن يدل على أن سقوط الإنسان كان جزء من خطة الله السامية من البداية. لا توجد إجابة منطقية أخرى في ضوء ما سبق.
والآن تجدر الإشارة إلى أن سقوط آدم وحواء في الخطية لا يعني أن الله هو مصدر الخطية، أو أنه هو الذي جرّب آدم وحواء بالخطية (يعقوب 1: 13). إن السقوط يخدم خطة الله الكبرى للخليقة والبشرية. وهذا، مرة أخرى، صحيح وإلا فإن سقوط الإنسان لم يكن ليحدث أبداً.
إذا تأملنا ما يسميه بعض اللاهوتيين "الخط العام لقصة الكناب المقدس"، سوف نرى أن تاريخ الكتاب المقدس يمكن أن يقسم بصورة عامة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: 1) الفردوس (تكوين 1-2)؛ 2) فقدان الفردوس (تكوين 3 – رؤيا 20)؛ 3) إستعادة الفردوس (رؤيا 21 – 22). بصورة كبيرة فإن الجزء الأكبر من هذه القصة مخصص للإنتقال من الفردوس المفقود إلى إستعادة الفردوس. وفي مركز هذه القصة نجد الصليب. كان الصليب جزء من الخطة منذ البداية (أعمال الرسل 2: 23). كان معروفاً مسبقاً ومعيناً منذ البداية أن يذهب المسيح إلى الصليب ويقدم حياته فدية لكثيرين (متى 20: 28) – أولئك الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم ليكونوا شعبه (أفسس 1: 4-5).
إن القراءة المتأنية للكتاب المقدس في ضوء ما سبق يقودنا إلى الإستنتاجات التالية:
1. لقد عرف الله ورسم مسبقاً تمرد الشيطان وسقوط الإنسان.
2. لقد عرف الله وعين مسبقاً أولئك الذين سيصبحون شعب الله أي المختارين.
3. لقد عرف الله ورسم مسبقاً صلب المسيح وفداء الله لشعبه.
لهذا تظل لدينا هذه الأسئلة: لماذا خلق الإنسان مع معرفة أنه سيسقط؟ لماذا خلق الإنسان مع معرفة أن البعض فقط "سيخلصون"؟ لماذا أرسل المسيح ليموت بدلاً عن أناس عرف من البداية أنهم سيسقطوا؟ هذا أمر غير منطقي من وجهة نظر الإنسان. إذا كانت القصة تنتقل من الفردوس إلى الفردوس المفقود ثم إستعادة الفردوس، فلماذا لا تنتقل مباشرة إلى إستعادة الفردوس دون المرور بمرحلة الفردوس المفقود؟
النتيجة الوحيدة التي يمكننا أن نخلص إليها في ضوء المعطيات السابقة هي أن هدف الله كان أن يخلق عالماً يظهر فيه مجده بكل ملئه. إن مجد الله هو الهدف المحوري للخليقة. في الواقع هو الهدف المحوري من كل ما يعمله الله. لقد خلق الكون ليظهر مجد الله (مزمور 19: 1) وغضب الله يستعلن على الذين لا يمحدون الله (رومية 1: 23). خطايانا تتسبب في أن يعوزنا مجد الله (رومية 3: 23)، وسوف يكون مجد الله هو مصدر النور في السماء الجديدة و الأرض الجديدة (رؤيا 21: 23). يظهر مجد الله عندما تستعلن صفاته بوضوح وقصة الفداء جزء من هذا.
أفضل مثال لهذا نجده في رومية 9: 19-24. إن الغضب والرحمة يظهران غنى مجد الله ولا يمكن أن تراهما دون سقوط الإنسان. لهذا فإن هذه جميعها: السقوط، الإختيار، الفداء، الكفارة، تهدف إلى تمجيد الله. عندما سقط الإنسان في الخطية فإن رحمة الله أظهرت في أنه لم يقتله فوراً. كما ظهر صبر الله وطول أناته عندما سقط الإنسان أكثر في الخطية قبل الطوفان. أظهر عدل الله وغضبه في الدينونة من خلال الطوفان، ورحمة الله ونعمته إستعلنا في خلاصه لنوح وعائلته. سوف يستعلن غضب الله وعدله في المستقبل عندما يتعامل مع الشيطان مرة وإلى الأبد (رؤيا 20: 7-10).
إن أكبر إظهار لمجد الله كان في الصليب حيث تقابل غضبه مع عدله ورحمته. لقد تم تنفيذ الدينونة العادلة على كل الخطية على الصليب وأظهرت نعمة الله في سكبه غضبه على إبنه يسوع بدلاً عنا. وتظهر محبة الله ونعمته في أولئك الذين خلصهم (يوحنا 3: 16؛ أفسس 2: 8-9). وفي النهاية سيتمجد الله من خلال عبادة شعبه المختار له طوال الأبدية مع الملائكة، كما سيمجده الأشرار الذين لم يتوبوا إذ تقع عليهم دينونة الله الأبدية فيستوفى بذلك بر الله وعدله (فيلبي 2: 11). لم يكن ليتحقق أي من هذا دون تمرد الشيطان وسقوط آدم وحواء.
إن الإعتراض التقليدي على هذا الفكر هو ان معرفة الله وتعيينه المسبقين للسقوط ينفي حرية الإنسان. بكلمات أخرى، إذا كان الله قد خلق الإنسان وهو يعرف تماماً أنه سيسقط في الخطية فكيف يكون الإنسان مسئولاً عن خطاياه؟ إن أفضل إجابة لهذا السؤال نجدها في "إقرار وستمنستر للإيمان" – الفصل الثالث:
"الله، منذ الأزل، في حكمته وبإرادته المقدسة، قد رسم بحرية ويقين ما سيحدث، ومع هذا ليس الله هو مصدر الشر ولا العنف من معطيات إرادة الخلائق؛ وكذلك لا تنزع منهم الحرية أو إحتمالية وجود مؤثرات ثانوية بل بالحري يتم تأكيدها".
ما نقوله هنا هو أن الله يرسم الأحداث المستقبلية بحيث يتم الحفاظ على حريتنا وتأثير الأسباب الثانوية (مثل: قوانين الطبيعة). يسمي اللاهوتيين هذا المبدأ "التناغم، أو الإتفاق". فإرادة الله السامية تجري بتناغم مع إختياراتنا الحرة بحيث ينتج عن إختياراتنا الحرة تحقيق إرادة الله دائماً (المقصود بـ "إختياراتنا الحرة" أن تكون إختياراتنا غير متأثرة بمؤثرات خارجية).
بإختصار، عرف الله أن الشيطان سوف يتمرد وأن آدم وحواء سوف يخطئون في جنة عدن. ومع هذه المعرفة، إلا أن الله خلق لوسيفر وآدم وحواء لأن خلقهم ورسم السقوط كان جزءاً من خطته السامية لإظهار ملء مجده. ورغم السقوط كان معروفاً ومرسوماً مسبقاً إلا أن حريتنا في الإختيار لم تنتهك لأن إختياراتنا الحرة هي الوسيلة لتحقيق إرادة الله.
لو كان الله يعلم أن الشيطان سيتمرد وأن آدم وحواء سيخطئون، فلماذا خلقهم؟
ما هو مفتاح المعرفة الحقيقية لله؟
السؤال: ما هو مفتاح المعرفة الحقيقية لله؟
الجواب: يوجد بداخل كل منا رغبة قوية في أن نعرف الآخرين وأن يعرفوننا. وأهم من هذا يرغب جميع الناس أن يعرفوا خالقهم، حتى لو لم يكونوا مؤمنين بالله. واليوم تحيطنا الإعلانات التي تعد بطرق متنوعة بإشباع رغباتنا في المزيد من المعرفة والتملك والطموح. ولكن الوعود الفارغة التي تأتي من العالم لن تشبعنا أبداً مثلما تشبعنا معرفة الله. قال يسوع: "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يوحنا 17: 3).
إذا "ما هو مفتاح للمعرفة الحقيقية لله؟" أولاً من المهم أن نفهم أن الإنسان بمفرده غير قادر على معرفة الله بسبب خطية الإنسان. تعلن كلمة الله أننا جميعنا خطاة (رومية 3) وأنه يعوزنا مستوى القداسة المطلوب للتواصل مع الله. كما تقول لنا أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23) وأننا سنهلك إلى الأبد بدون الله ما لم نقبل الوعد الذي تقدمه لنا كفارة المسيح على الصليب. لهذا فلكي نعرف الله حقاً يجب أولاً أن نقبله في حياتنا. "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 1: 12). ليس شيء أكثر أهمية من فهم هذه الحقيقة لكي نعرف الله. يوضح لنا يسوع أنه هو وحده الطريق إلى السماء وإلى معرفة الله معرفة شخصية: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6).
لا توجد شروط أخرى لبداية هذه الرحلة سوى قبول الوعود المذكورة أعلاه. جاء يسوع ليعطينا حياة بتقديم نفسه ذبيحة حتى لا تمنعنا خطايانا من معرفة الله. عندما نقبل هذه الحقيقة يمكننا أن نبدأ رحلة معرفة الله بصورة شخصية. أحد المقومات المفتاحية لهذه الرحلة هو إدراك أن الكتاب المقدس هو كلمة الله وهو إعلان الله عن ذاته ووعوده وإرادته. الكتاب المقدس أساساً هو خطاب حب كتبه إلينا إله محب خلقنا لكي نعرفه بصورة حميمة. فهل توجد طريقة أفضل لنعرف خالقنا من أن نغمس أنفسنا في كلمته التي أعلنها لنا لهذا الغرض بعينه؟ ومن المهم أن نواصل هذه العملية طوال الرحلة. يكتب بولس الرسول إلى تيموثاوس قائلاً: "وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ. وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (تيموثاوس الثانية 3: 14-17).
أخيراً، إن معرفة الله معرقة حقيقية تعني إلتزامنا بطاعة ما نقرأه في الكلمة المقدسة. فنحن في نهاية الأمر مخلوقين لأعمال صالحة (أفسس 2: 10) لكي نكون جزء من خطة الله المستمرة في إعلان ذاته للعالم. نحن نحمل مسئولية تجسيد الإيمان المطلوب لمعرفة الله. نحن ملح ونور لهذا العالم (متى 5: 13-14) مخلوقين لكل نبين نكهة الله في العالم ونخدم بأن نكون نور مشع في وسط الظلام. ليس علينا فقط أن نقرأ ونفهم كلمة الله بل يجب أن نطبقها بطاعة وأن نظل أمناء (عبرانيين 12). لقد وضع يسوع نفسه أهمية كبرى على محبة الله بكل كياننا وعلى محبة أقرباءنا كأنفسنا (متى 22). هذه الوصية مستحيلة التنفيذ دون الإلتزام بقراءة وتطبيق الحق الذي يعلنه الله في الكتاب المقدس.
هذه هي مفاتيح معرفة الله المعرفة الحقيقية. بالطبع فإن حياتنا تحوي ما يفوق هذا، مثل: الإلتزام بالصلاة والتكريس والشركة والعبادة. ولكن هذه تأتي فقط بعد إتخاذ القرار بقبول المسيح ووعوده لحياتنا وقبول كوننا بأنفسنا لا نقدر أن نعرف الله حقاً. حينئذ يملأ الله حياتنا ويمكننا أن نختبر معرفته بصورة شخصية حميمة.
ما هو مفتاح المعرفة الحقيقية لله؟
ما هي أسماء الله المختلفة وما هي معانيها؟
السؤال: ما هي أسماء الله المختلفة وما هي معانيها؟
الجواب: إن كل إسم من أسماء الله المتعددة يصف وجه مختلف من الأوجه المتعددة لشخصيته. فيما يلي بعض من أسماء الله المعروفة في الكتاب المقدس:
إيل، إيلوه EL, ELOAH : الله "القدير، القوي" (تكوين 7: 1؛ إشعياء 9: 6) – إن الأصل اللغوي لكلمة "إيل" يعني "القدرة" كما في: "في يدي القدرة..." (تكوين 31: 29). كما ترتبط كلمة "إيل" بصفات أخرى مثل الأصالة (عدد 23: 19)، الغيرة (تثنية 5: 9)، والعطف (نحميا 9: 31)، ولكن المعنى يشير أساساً إلى القدرة.
إيلوهيم ELOHIM: الله "الخالق، القدير، القوي" (تكوين 17: 7؛ إرميا 31: 33) – وهو صيغة الجمع من الإسم "إيلوه" مما يخدم عقيدة الثالوث. فمن أول جملة في الكتاب المقدس تظهر الطبيعة المركبة لقوة الله حين يخلق الله (إيلوهيم) العالم بكلمته (تكوين 1: 1).
إيل شاداي EL SHADDAI: "الله القدير"، "عزيز يعقوب" (تكوين 49: 24؛ مزمور 132: 2، 5) – إشارة إلى سلطان الله على الكل.
أدوناي ADONAI: "الرب" (تكوين 15: 2؛ قضاة 6: 15) – إستخدم بدل الإسم YHWH الذي رأى اليهود أنه أقدس من أن ينطقه البشر الخطاة. وقد إستخدم العهد القديم YHWH في تعاملات الله مع شعبه بينما إستخدم أدوناي أكثر في تعاملاته مع الأمم.
يهوه YHWH / YAHWEH / JEHOVAH: "الرب" (تثنية 6: 4؛ دانيال 9: 14) – بالتحديد، الإسم الوحيد من أسماء الله الذي كتبت ترجمته بالإنجليزية بأحرف كبيرة “LORD” لتمييزه عن الإسم "أدوناي" أي "الرب" أيضاً. أعلن هذا الإسم أولاً لموسى في خروج 3: 14. هذا الإسم يشير بالتحديد للتواجد والحضور. يهوه موجود ومتاح وقريب لكل الذين يدعونه طالبين الخلاص (مزمور 107: 13) والغفران (مزمور 25: 11) والإرشاد (مزمور 31: 3).
يهوه يرأه YAHWEH-JIREH: "الله يدبر" (تكوين 22: 14) – الإسم الذي خلَّده إبراهيم عندما دبر الله كبشاً ليفدي به إسحق.
يهوه رفا YAHWEH-RAPHA: الرب الشافي (خروج 15: 26) – "أنا يهوه شافيك" في الجسد والروح. في الجسد يحفظ من الأمراض ويشفي منها، وفي الروح بغفران الخطايا.
يهوه نسي YAHWEH-NISSI : "الرب تذكارنا" (خروج 17: 15) حيث التذكار هو مكان للتجمع. هذا الإسم تذكار للنصرة في البرية على العماليق في خروج 17.
يهوه مقدس YAHWEH-M'KADDESH: "الرب الذي يقدس" (لاويين 20: 8؛ حزقيال 37: 28) – الرب يوضح أنه هو وحده الذي يستطيع أن يطهر شعبه ويقدسهم وليس الناموس.
يهوه شالوم YAHWEH-SHALOM: "الرب سلامنا" (قضاة 6: 24) – الإسم الذي أعطاه جدعون للمذبح الذي بناه بعد أن أكد له ملاك الرب أنه لن يموت بعد أن رأى الرب كما كان يعتقد.
يهوه إيلوهيم YAHWEH-ELOHIM: "الرب الإله" (تكوين 2: 4؛ مزمور 59: 5) – أي رب الأرباب.
يهوه YAHWEH-TSIDKENU: الرب برنا (إرميا 33: 16) الله وحده هو الذي يقدم البر للإنسان في شخص إبنه يسوع المسيح الذي صار خطية لأجلنا "لنصير نحن بر الله فيه" (كورنثوس الثانية 5: 21).
يهوه روحي YAHWEH-ROHI: الرب راعيَّ (مزمور 23: 1) – بعد أن تأمل داود علاقته كراعٍ بالقطيع أدرك أن له نفس العلاقة مع الله ولهذا يعلن قائلاً: "الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء" (مزمور 23: 1).
يهوه شمه YAHWEH-SHAMMAH: "الرب هناك" (حزقيال 48: 35) – الإسم الذي أطلق على أورشليم والهيكل هناك في إشارة إلى أن مجد الرب الذي كان قد فارقها (حزقيال 8-11) قد عاد (حزقيال 44: 1-4).
يهوه صبأوت YAHWEH-SABAOTH: "رب الجنود" (إشعياء 1: 24؛ مزمور 46: 7) – كلمة "جنود" تعني "جمهور" من الملائكة والبشر. هو رب جنود السماء وسكان الأرض، اليهود والأمم، الأغنياء والفقراء، السادة والعبيد. يعبر هذا الإسم عن عظمة وقوة وسلطان الله ويبين أنه قادر على إتمام ما يريده.
إيل إيليون EL ELYON: "العالي" (تثنية 26: 19) – مشتقة من الأصل العبري لكلمة "يتجه لأعلى" أو "يصعد" لهذا فهي تشير إلى ما هو في أعلى مكانة. إنها تحمل معنى التمجيد والحق المطلق في الربوبية.
إيل رئي EL ROI: "إله الرؤية" (تكوين 16: 13) – الإسم الذي أطلقته هاجر على الله وهي وحيدة ويائسة في البرية بعد أن طردتها سارة (تكوين 16: 1-14). عندما تقابلت هاجر مع ملاك الرب أدركت أنها قد رأت الرب نفسه في رؤية. أدركت أن "إيل رئي" رآها في ضيقتها وشهدت أنه إله حي يرى كل شيء.
إيل علام EL-OLAM : "الإله الأزلي" (مزمور 90: 103) – طبيعة الله لا بداية لها ولا نهاية، غير محدودة بزمان، وهو يحمل في نفسه كل أسباب الزمان. "من الأزل إلى الأبد، أنت الله".
إيل جبور EL-GIBHOR: "الله القدير" (إشعياء 9: 6) – هذا الإسم يشير إلى المسيا، يسوع المسيح في هذا المقطع النبوي من سفر إشعياء. المسيح، الإله القدير، المحارب القوي الجبار، سيدمر أعداء الله ويقضي عليهم ويحكم بقضيب من حديد (رؤيا 19: 15).
ما هي أسماء الله المختلفة وما هي معانيها؟
من هو الله؟ ما هو الله؟ كيف يمكننا أن نعرف الله؟
السؤال: من هو الله؟ ما هو الله؟ كيف يمكننا أن نعرف الله؟
الجواب: حقيقة من هو الله إن حقيقة وجود الله واضحة وبديهية جداً من خلال الخليقة ومن خلال ضمير الإنسان حتى أن الكتاب المقدس يدعو الشخص الملحد بأنه "غبي، أو جاهل" (مزمور 14: 1). وبالتالي فإن الكتاب المقدس لا يحاول تقديم برهان على وجود الله، بل يعتبر وجوده واقعاً منذ البداية (تكوين 1: 1). ودور الكتاب المقدس هو توضيح طبيعة وشخصية وعمل الله.
تعريف من هو اللهإن الإعتقاد الصحيح عن الله مهم جداً لأن إعتناق أية فكرة مزيفة عن الله بمثابة عبادة أوثان. يوبخ الله في مزمور 50: 21 الرجل الجاهل بهذا القول: "ظننت أني مثلك". لهذا فإن التعريف المختصر لمن هو الله: "هو الكائن الأسمى؛ خالق وحاكم كل الخليقة؛ الموجود منذ البدء الذي له كل القوة والصلاح والحكمة."
طبيعة اللهنحن نعرف بعض الأمور عن الله لأنه في رحمته تنازل ليعلن بعض صفاته لنا. الله روح، فلا يمكن أن نلمسه بأيدينا (يوحنا 4: 24). الله واحد ولكنه يوجد في ثلاثة أقانيم – الله الآب، الله الإبن، الله الروح القدس (متى 3: 16-17). الله غير محدود (تيموثاوس الأولى 1: 17)، الله لا مثيل له (صموئيل الثاني 7: 22)، ولا يتغير (ملاخي 3: 6). الله موجود في كل مكان (مزمور 139: 7-12)، كلي المعرفة (متى 11: 21)، كلي القدرة والسلطان (أفسس1؛ رؤيا 19: 6).
شخصية اللههذه بعض صفات الله التي يعلنها لنا الكتاب المقدس: الله عادل (أعمال الرسل 17: 31)، محب (أفسس 2: 4-5)، صادق (يوحنا 14: 6)، قدوس (يوحنا الأولى 1: 5). الله يبدي عطف (كورنثوس الثانية 1: 3)، ورحمة (رومية 9: 15)، ونعمة (رومية 5: 17). الله يدين الخطية (مزمور 5: 5) ولكنه أيضاً يقدم غفراناً (مزمور 130: 4).
عمل اللهلا نستطيع أن نفهم الله بمعزل عن أعماله لأن عمل الله ينبع من طبيعته. هذه قائمة مختصرة لعمل الله في الماضي والحاضر والمستقبل: خلق الله العالم (تكوين 1: 1؛ أشعياء 42: 5)؛ الله يحفظ العالم (كولوسي 1: 17)؛ هو يتمم مشيئته الأزلية (أفسس 1: 11) والتي تتضمن فداء الإنسان من لعنة الخطية والموت (غلاطية 3: 13-14)؛ هو يجذب الناس إلى المسيح (يوحنا 6: 44)؛ وهو يؤدب أولاده (عبرانيين 12: 6)؛ كما أنه سيدين العالم (رؤيا 20: 11-15).
العلاقة مع اللهلقد تجسد الله في شخص إبنه (يوحنا 1: 14). أصبح إبن الله هو إبن الإنسان وبهذا صار "جسراً" بين الله والناس (يوحنا 14: 6؛ تيموثاوس الأولى 2: 5). فقط من خلال الإبن يمكننا أن ننال غفران الخطايا (أفسس 1: 7)؛ والمصالحة مع الله (يوحنا 15: 15؛ رومية 5: 10)، والخلاص الأبدي (تيموثاوس الثانية 2: 10). ففي المسيح "تجسد كل ملء اللاهوت" (كولوسي 2: 9). لهذا لكي نعرف من هو الله فعلاً علينا أن نوجد أنظارنا إلى المسيح.
من هو الله؟ ما هو الله؟ كيف يمكننا أن نعرف الله؟
ما هو المفهوم الكتابي لسخط الله؟
السؤال: ما هو المفهوم الكتابي لسخط الله؟
الجواب: إن تعريف كلمة سخط هو "الإستجابة العاطفية للخطأ أو الظلم" وأحياناً تفسر بمعنى "الضيق" أو "الغضب". إن الله والبشر كليهما يعبر عن السخط. ولكن يوجد فرق شاسع بين سخط الإنسان وسخط الله. فسخط الله سخط مقدس ودائما ما يبرر؛ أما سخط الإنسان فليس مقدس أبداً ونادراً ما يكون مبرراً.
نجد في العهد القديم أن سخط الله هو رد فعل إلهي لخطية الإنسان وعصيانه. وكانت عبادة الإنسان للأوثان هي السبب في السخط الإلهي في أحيان كثيرة. يصف لنا مزمور 78: 56-66 عبادة شعب إسرائيل للأوثان. إن سخط الله يوجه دائماً إلى الذين لا يتبعون مشيئته ( تثنية 1: 26-46؛ يشوع 7: 1؛ مزمور 2: 1-6). وقد كتب أنبياء العهد القديم عن يوم في المستقبل "يوم سخط" (صفنيا 1: 14-15). إن سخط الله على الخطية والعصيان هو مبرر بالتأكيد لأن خطته للإنسان هى مقدسة وكاملة كما أن الله نفسه قدوس وكامل. وقد دبر الله وسيلة لكسب رضا الله – أي التوبة – التي تبعد سخط الله عن الإنسان الخاطيء. لهذا فإن رفض تلك الخطة الكاملة يعني رفض محبة الله ورحمته ونعمته ورضاه ويكون مدعاة لسخطه.
وفي العهد الجديد فإن تعاليم المسيح تؤكد مفهوم غضب الله كإله يدين الخطية. إن قصة الغني ولعازر تحكي عن دينونة الله والعواقب الجسيمة للخاطيء الذي لا يتوب (لوقا 16: 19-31). قال يسوع في يوحنا 3: 36 "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ". إن من يؤمن بالإبن لن يواجه غضب الله لأن الإبن قد حمل عنه غضب الله بموته على الصليب (رومية 5: 6-11). إن الذين لا يؤمنون بالإبن، الذبن لا يقبلونه كمخلص، سوف يدانون في يوم غضب الله (رومية 2: 5-6).
وبالمقابل فإننا نجد تحذير من الغضب البشري في رومية 12: 19؛ أفسس 4: 26؛ كولوسي 3: 8-10. الله وحده له النقمة لأن نقمته مقدسة وكاملة بينما غضب الإنسان كله خطية مما يضعه تحت سلطان التأثير الشيطاني. بالنسبة للشخص المؤمن فإن الغضب والسخط لا يتفقان مع الطبيعة الجديدة التي هي طبيعة المسيح نفسه (كورنثوس الثانية 5: 17) ولكي يدرك المؤمن تحرره من سيطرة الغضب فإنه بحاجة إلى تقديس وتطهير الروح القدس لقلبه من مشاعر الغضب والسخط. تبين رسالة رومية 8 النصرة على الخطية في حياة الشخص الذي يعيش بالروح (رومية 8: 5-8). كما تقول رسالة فيلبي 4: 4-7 أن الذهن الذي يتحكم فيه الروح القدس مملوء بالسلام.
إن سخط الله أمر مخيف ومرعب. وفقط الذين تغطوا بدم المسيح المسفوك لأجلنا على الصليب يمكنهم الثقة بأن غضب الله لن يقع عليهم أبداً. "وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ." (رومية 5: 9)
ما هو المفهوم الكتابي لسخط الله؟